معاناة الطلاب في الوصول إلى جامعاتهم.. وأيضاً بيان «النقباء»
إدارات الجامعات الرسمية حلت مشكلة الازدحام الذي تسببه قبول أعداد كبيرة من الطلبة أكبر من قدرتها الاستيعابية بفتح مزيد من الشعب المكتظة وغيرها من الإجراءات التي تغلبت على الازدحامات في قاعات المحاضرات، ومرافق الجامعات الأخرى مختبرات وملاعب واستراحات وقاعات مطالعة، ضمن سياسة استثمار كل شبر على أرض الجامعة.
لكن ما غاب عن المشهد بالنسبة لإدارات الجامعات ووزارة التعليم العالي، هو معاناة الطلاب في الوصول إلى جامعاتهم، خصوصا في ساعات الصباح.
المشهد مأساوي بكل معنى الكلمة في جميع مواقف ومجمعات السيارات والباصات، هناك ازدحامات متعبة ومثيرة للأعصاب الطلاب في مجمع الشمال لنقل طلاب جامعة اليرموك» وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وعلى دوار المدينة الرياضة ومجمع رغدان لنقل طلاب الجامعة الهاشيمة بالزرقاء، وازدحام كبير في نقل طلاب جامعة البلقاء التطبيقية من عدة جهات خصوصا من السلط إلى مقر الجامعة حيث يستخدم الطلاب الموزاصلات الداخلية، وبالعكس أيضا، حتى الجامعة الأردنية لم تنج من مشكلة عدم توفر المواصلات وكثرة التحويلات والأشغال على الطرق..عدد كبير من الطلاب وصلوا جامعاتهم بعد الساعة التاسعة.
في قضية أخرى قريبة من التعليم وعلى هامش إضراب المعلمين، جاء بيان مجلس النقباء الصادر مساء الأحد، بطريقة مثيرة للشفقة والرثاء للحال الذي وصلت إليه النقابات المهنية التي كانت ذات يوم رافعة العمل الوطني في الأردن، والتي ملأت الساحة في ظل غياب التجربة الحزبية لسنوات طويلة. النقابات نفسها التي صعدت على ظهورنا وجاءت بحكومة الدكتور عمر الرزاز بعد اعتصامات «الرابع»، النقابات نفسها التي رفضت نظام الفوترة وقال أحدهم ذات يوم متحديا الحكومة والقانون: لن نطبق الفوترة واحبسونا.
بيان المجلس الذي كان أقرب إلى تصريح رسمي صادر عن وزراة الإعلام، تضمن سطرا وقعت على ظهري من الضحك يقول: «قناعتنا التامة بأن ما تم تقديمه يضع المعلم في أعلى سلم رواتب موظفي القطاع العام».
يبدو أن البعض لا يحسن قراءة الأرقام فيقرأ بالمقلوب، لأنه وفقا لكل الأرقام والإحصائيات فإن راتب المعلم يأتي في أسفل السلم الحكومي، ماديا ومعنويا، هل يقارن مثلا براتب موظف الجمارك أو غيرها!
نحسب أن مجلس النقباء مدين بالاعتذار للمعلمين على هذه الهفوة والخطأ الكبير بحق نقابة عدد منسبيها أكثر من 130 عضوا، وبالطبع نشيد ببيان نقابة المهندسين الذي رفض بيان مجلس النقباء وأصر على الوقوف إلى جانب المعلم دون مواربة ودون أقنعة.
السبيل - الإثنين 30/سبتمبر/2019