حتى يتخلى الحصان الشرير عن شهواته "ويطيع الحصان الطيب
تم نشره الخميس 17 آذار / مارس 2011 03:13 مساءً
علي مطلب المجالي
مقولة للفيلسوف اليوناني أفلاطون "تذكرتها والوطن يعيش حالة من الضجيج ،ويشهد شعارات ضخمة ومتقنة من الناحية البلاغية تدعو في مجملها الى الاصلاح والتغير وتجاوز أخطاء الماضي، وفق ما تم قوله وفي أكثر من مناسبة استرق فيها المواطن السمع للمتحدثين وهم يعلنون رؤيتهم الشاملة للتغير والتحديث نحو الأفضل "لدرجة أعتقدت فيها أن الأردن قادم على فترة زمنية ستحول واقعه الى جنة نعيمها دائم لا ينقطع ،وفكرها قيم ليس فيه شائبة تلغي عنه صفة النبل والوطنية الخالصة ،فترة تكون مفعمة بالحضارة التي تجعل منا مصدراً قادراً على المشاركة في صنع الحاضر وكتابة فصول المستقبل ،لأن كل أردني فوق هذا التراب المقدس قادر على التعبير عن ذاته الثقافية ،هذه الذات التي ترغب في الاصلاح الذي يتجاوز الخيال اللامبرر لمرحلة من الواقعية ووضع اليد على الجرح النازف "فثمة ثوابت راسخة رسوخ الجبال في طرحنا الجمعي وعلى مساحة الوطن كله "عنوانها الولاء للقيادة واحترام دورها التاريخي في الامة منذ فجر تاريخها ،والاعتراف سراً وعلانية بأنها كلمة السر الوحيدة القادرة على تحقيق ما نتطلع اليه في المستقبل من أهداف وطنية سامية وما دون ذلك هو ضرب من الابتعاد عن الطريق الصحيح والنهج القويم للأردن العظيم "ندرك ذلك يقيناً لكنها الحرية التي نادى بها جلالة الملك عبدالله الثاني والتي جعل سقفها السماء ما تدفعني الى القول أن ثلة ليست بالقليلة من المسوؤلين كانوا يشبهون الى حد كبير الحصان الشرير الذي لا يفكر الا في الابتعاد كثيراً عن ميدان الوطن "ليرضي شهواته مبتعدين كل البعد عن الثقة التي وضعها فيهم القائد عندما منحهم فرصة الأمانة دون أن يتقنوا أداء ما جاء فيها من تكليف وما أحتوت عليه من توجيه نبيل الغاية والمقصد من لدن جلالة الملك "رعاه الله "لم يتخل أي منهم "أخص وأعني فئة الفساد التي لم تعد خافية على أحد "عن شهواته فهم فقدوا من نواصيهم الخير ،ومن أبناء وطنهم الاحترام والمحبة "ورضوا أن يكونوا مع الخوالف ،لينكشف نفاقهم وكلامهم المعسول "فقد اختاروا الفلوس وكتبوا تسعيرة للنفوس ترميهم صوب مزبلة التاريخ "لأنهم مارسوا وطنيتهم وفق ثقافة نفعية يمكن تسميتها "وطنية الخمس نجوم "فالأردن لديهم ليس أكثر من شركة كبيرة يراقبون فيها عن قرب أسعار الأسهم والعقارات ،واذا ما جف ضرعه ينهالون عليه بالشتم ويعتدون على عروبته بالحصى والكلام "فهم لا يريدونه منارة وقنديلاً في أمته ،بل يريدونه مكاناً تسود فيه لغة الأرقام وتغيب فيه كل المفردات الصادقة ،ومؤلفات المجد التي كتبها الأردنيون بدمائهم من أجل وطن يحقق لهم كل مقومات الحياة الكريمة "والتي سرق المفسدون رحيقها ومالها العام بشهوانية ووحشية تستوجب أن يقتل كل حالم بوطن نموذج خوفه ويطلق العنان للحصان الطيب الذي يقيم داخل حجرة قلبه النابض بعشق المكان وأهله والمنتمي لقيادته الهاشمية المظفرة وعميدها الملك المفدى "أجل يا أفلاطون الاصلاح في النفس البشرية لا يمكن أن يتحقق حتى يتخلى الحصان الشرير عن شهواته ويطيع الحصان الطيب ،فمن يحاربنا من المفسدين ممن تنالوا حبوب منع الضمير بافراط لم يصيحوا بنا "انتبهوا "لنتجنب طعنتهم بين الكتفين ونسلم من القشعريرة القذرة لكنهم وقفوا خلف جدار الجبن واطلقوا سهام غدرهم وطمعهم صوبنا "لنكتب بكل ما نملكه لكل شريف فوق هذا الثرى الوطني المقدس "لا تصالح ولو منحوك الذهب "خلاصة القول لا نريد اصلاحاً يقوم على زخرفة الكلمات ،لكننا نريد اصلاحا يروض كل حصان شرير ويطلق العنان لكل حصان طيب "نريد اصلاحاً يعيد الروح لجسد الانتماء حتى لا نراه وعلى حين غفلة منا جميعاً مسفوك الدم على قارعة الطريق "لا اصلاح حتى يتخلى الحصان الشرير عن شهواته ويطيع الحصان الطيب "أليس كذلك !