لقاء بنس أردوغان
يلتقي الرئيس التركي اردوغان نائب الرئيس الامريكي مايك بنس برفقة وزير الخارجية بومبيو في العاصمة انقرة؛ الزيارة التي اعلن عنها الرئيس الامريكي ترمب بالقول ان بنس وبومبيو سيتفاوضان في تركيا حول الوضع في شمال سوريا مع اردوغان، بُعيد اعلان ترمب فرض عقوبات على ثلاثة من الوزراء هم وزير الدفاع اكار، ووزير الداخلية صويلو، ووزير الطاقة دونماز، الى جانب فرض تعرفة جمركية عالية على صادرات تركيا من الصلب.
اللقاء المرتقب اليوم الخميس يعد اشكاليا؛ فالانسحاب الامريكي جاء بعد اعلان ترمب عبر «تويتر» ليقر ضمنا قبوله بجهود تركيا لإنشاء منطقة آمنة، الا ان الاجراء الامريكي بالانسحاب اربك الساحة الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية بعد ان حمل الرئيس المسؤولية عن الانسحاب؛ ما عرضه لحملة واسعة في امريكا واخرى خارجها من قبل حلفائه الاوروبيين لتخضع الادارة الامريكية لهجمات اعلامية كبيرة.
رغم الحملة التي تعرض لها ترمب الا ان وزارة الدفاع الامريكية ماضية بالانسحاب من مواقعها شمال سوريا، سواء في منبج او عين العرب (كوباني) او في تل ابيض؛ مسألة باتت مربكة وتحتاج الى قدر اكبر من التنسيق خصوصا بعد اعلان قسد والقوات الكردية الانفصالية عن اتفاق مع النظام السوري لدخول المناطق الخاضعة لسيطرتها، محرجة بذلك الولايات المتحدة التي بدأت بتدمير قواعدها العسكرية في منبج وعين العرب؛ ما دفع امريكا إلى تعطيل محاولات دخول القوات التابعة للنظام السوري والمليشيا المرافقة لها الى مناطق سيطرتها.
التحركات المربكة لقوات النظام السوري والمليشيا تضغط على الولايات المتحدة والقادة العسكريين؛ ما يجعل التنسيق ضرورة مع الاتراك بل الروس لتسليم المناطق المتفق على الانسحاب منها، فالأنباء تتحدث عن ظهور مفاجئ للقوات الروسية بالقرب من عين العرب كوباني.
زيارة بنس لن توقف الهجوم التركي، ولكنها تهدف الى حفظ ماء الوجه الامريكي على الصعيد السياسي، والاهم من ذلك الوصول الى اتفاق مع تركيا حول الجهة الممكن ان تملأ الفراغ؛ فأمريكا تنسحب ولن توقف انسحابها من سوريا، وهي الآن تفاوض تركيا لا لوقف الانسحاب الامريكي بل لتحسين صورته المتضررة في الساحة الاقليمية والدولية؛ وهو ما دفع اردوغان الى التحفظ على لقاء بنس اول الامر.
في مقابل التحرك الامريكي، فإن الرئيس اردوغان تلقى دعوة من الرئيس الروسي سرعان ما استجاب لها لزيارة موسكو لذات الغاية التي دفعت بنس لزيارة انقرة؛ فكل الاطراف المنخرطة في الازمة السورية باتت معنية بالتنسيق مع تركيا رغبة بالحصول على مزيد من المكاسب السياسية الناجمة عن التحرك التركي والانسحاب الامريكي؛ فالانسحاب في النهاية وفي المحصلة النهائية ما كان له ان يكون لولا التحرك التركي، وما كان للنظام السوري ان يحرك قواته شمالا لولا المبادرة التركية.
السبيل - الأربعاء 16/أكتوبر/2019