هل تعتذر الأمانة: أين موقع الباص السريع؟
يُطلّ علينا المسؤولون في أمانة عمان كلّ حين بالتأكيد على حتمية وأهمية الباص السريع، ويؤكدون على أن لا هوادة في المضي بالمشروع، ويعطون نسب انجاز في مراحله، ويتحدثون عن الأزمات المتحققة مرورياً بدون أي حدس أو احساس بانها كانت مهينة للناس ومهدرة للوقت، وكل ذلك يغلف بخطاب أنّ المشروع حيوي ومهم.
الثابت لديّ أن احد العقول المهمة في إدارة مرور الأمانة حين عُرض مشروع الباص السريع تحفظ على تطبيقه بالشكل الحالي، وكان نصيبه ان ترك العمل وحجته يومها أنّ الباص السريع إذا انجز بصيغته الراهنة سوف يخنق عمان، وهو ما تحقق فعلياً قبيل تشغيله وقبيل اتمامه.
الأمانة عملت الباص على مخطط مدينة عدد سكانها 3 ملايين واليوم هي تتجاوز الـ 4 ونصف المليون، وهذا واضح من تراكم الازمات وبرغم كل الجهود التي يقوم بها المرور وإدارة السير إلا ان الوضع سيئ جدا هذا العام.
ولم يعتذر احد للمواطن دافع الضرائب، وهناك حلول في بعض مناطق الأزمة كان يمكن أن تكون افضل وهناك ازمات بفعل سوء التخطيط المروري بالامانة، وهناك تجاهل للمواطن والتخاطب معه لا بل التعامل مع أي نقد لا يخضع لميزان العقل وعلى المعنيين في الأمانة أن ننقدهم بعقلانية افضل من مدحها في غير مناسبة ثم طلب الفاتورة بصيغ عدّة.
للباص السريع موقع الكتروني هو http://www.ammanbrt.jo/ar/default.asp وآخر تحديث عليه يعود لشهر شباط 2016 حتى زيارة جلالة الملك لمحطة صويلح بداية العام لم تنشر عليه، ماذا يعني هذا؟ ببساطة استهتار بالمواطن وفي آلية التواصل معه، وفي غياب خطة دبلوماسية عند الأمانة، في التعامل مع المواطن.
وحيث يتحدث المعنيون في الامانة عن أنّ المرور في أزمة ثقافية وهذا ممكن، لكن الثابت أن في المرور أزمة قيادة وتخطيط وتجاهل للمواطن وقيمة الوقت المهدور، ويكفي لامين عمان أن يجول حول الجامعة الاردنية التي أُغلق مدخلها الجنوبي بطريقة عجيبة لا تمت لهندسة المرور بأي ايجابية، في مكان مزدحم حولة مستشفيين كبار غير الجامعة وطلابها، يكفيه أن يطلع على شارع ياجوز وإشارة أبو سويلم العبثية التي وضعت وزادت الامور سوءا، وكان يفضل ان تكون عبّارة اسمنتية كبيرة على غرار ما هو موجود في وادي صقرة ومن فوقها يتجه القادم من شارع الرضوان إلى أبو نصير مباشرة وشارع الاردن ما يعني حل مشكلة الازدحام بشكل أفضل.
لا يعني هذا أنّ جهود الامانة غير مرئية وغير ايجابية، بالعكس هي تنجح في شيء وتحقق الكثير في ملفات محددة ولها التقدير الكبير، وهناك انجاز وجيش من العاملين، في هذه المؤسسة الكبيرة والفاعلة، لكن موضوع الباص السريع وازمات هذا العام كانت مؤذية إلى حد قهر الناس وفي المقابل لم يتصدر خطاب اعتذاري عن الأذى المتحقق.
الدستور -