هل طفح الكيل؟
معروف عن الدبلوماسية الأردنية صبرها وتأنيها، وشغفها بالعمل بصمت، بعيدا عن الأضواء، وعن وسائل الإعلام. كما هو معروف عنها عدم شغفها بالخبطات الإعلامية، وتهييج الرأي العام.
في الأمس خرج وزير الخارجية أيمن الصفدي ليعلن أن الأردن استدعى سفيره من تل أبيب للتشاور؛ «احتجاجا على استمرار اعتقال السلطات الإسرائيلية اللاقانوني واللإنساني للمواطنين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي»، مضيفا أن «الاستدعاء هو خطوة أولى».
وختم الصفدي تغريدته بالقول: «تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان، ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها، وسلامتهم على كل اعتبار».
يبدو أن الكيل طفح، ويبدو أن تصرفات الكيان الصهيوني المستفزة تجاه الأردن لا يمكن أن تبقى دون ردّ.
تتحدث مصادر عبرية أن الإرهابي نتنياهو يدير ظهره للأردن؛ لأنه وجد لغة مشتركة مع دول عربية أخرى، حيث يسعى لإقامة شراكات، وتعاون معها، بعيدا عن حل المسألة الفلسطينية وفي قلبها قضية القدس.
كانت تصريحات نتنياهو تجاه ضم أراضي غور الأردن لإسرائيل مستفزة للغاية للجانب الأردني.
وحسب مصادر عبرية، فإن مسؤولين أردنيين كبارا أبلغوا مسؤولا إسرائيليا أن الأردن كان غاضبا جدا من الحديث حول ضم الأغوار، لدرجة أنه فكر في تخفيض مستوى العلاقات، أو إعادة السفير الأردني من تل أبيب.
السفير الآن في عمان، وهي خطوة لها دلالاتها الدبلوماسية، والطلب هو الإفراج عن اللبدي ومرعي.
والواضح أن التقارير الطبية التي تتلقاها الخارجية الأردنية عن الأسيرين غير مطمئنة على الإطلاق، ويبدو أن السلطات الإسرائيلية تتعنت، وتفكر في تسليم اللبدي جثة هامدة للأردن، وهي صفعة قوية لا يمكن تقبلها على الإطلاق.
متغير جديد دخل على الخط بإعلان الخارجية احتجاز «مواطن إسرائيلي» تسلل إلى الأردن بطريقة غير مشروعة، وتحويله للجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
ليست هذه المرة الأولى التي يتسلل فيها «إسرائيليون» إلى الأردن، وكانت الأمور تحل بسهولة، لكن هذه المرة غير، وهو ما يؤشر إلى أنه طفح الكيل فعلاً.
السبيل - الأربعاء 30/أكتوبر/2019