خطاب الفرح والأمل.. وكرامة الوطن
من نفس المنبر الذي أقسم منه جلالة الملك عبد الله الثاني قبل عشرين عامًا أن يكون حافظًا للدستور ومخلصًا للأمة، يعلن من نذره الحسين رحمه الله لهذا الوطن انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة في اتفاقية السلام وفرض السيادة الأردنية الكاملة على كل شبر منها.
قرار، ومشهد، ووقفة، سيسجلها التاريخ بأحرف من نور. قرار الكرامة، والعزة، والسؤدد.
ورغم كل ما يعانيه الأردن، ورغم الثمن الكبير الذي دفعه بسبب المواقف التاريخية، لكنه أبدا لا يساوم على الكرامة، ولا على حبة رمل واحدة من ثرى هذا الاردن الطاهر.
خطاب العرش السامي لجلالة الملك يوم أمس في افتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الامة الثامن عشر كان عنوانه «الفرح».. فرح بإعلان عودة الباقورة والغمر لأحضان الوطن بسيادة كاملة غير منقوصة.. وفرح بقائد يتحدث عن المستقبل بعيدًا عن التذكير بالمنجزات أو الإسهاب بالمجاملات، بل يؤكد أن الإصلاحات الأصعب خلفنا وأن المستقبل الواعد أمامنا «نمضي نحوه بثقة لنحقق طموح أبناء هذا الوطن».. فرحٌ بقائد شجاع يعلن بكل ثقة وطمأنينة بأنه لا يتحدث اليوم خوفًا على الوطن بل «لإيماني به وبكم ولرؤيتي الواضحة للفرص أمامنا».. ويستمر «الفرح» بقول جلالته: «شبابنا مؤهل، وقطاعاتنا واعدة، والمستثمر مهتم، والعالم يؤمن بالأردن وإمكانياته».
قائدٌ يزرع الفرح والأمل والعزيمة في قلوب أبناء شعبه لأنه الأقرب إليهم والأدرى بوجعهم حين يخاطبهم: «أعلم وأشعر بمعاناة كل واحد من أبناء وبنات شعبي العزيز».. و»في رقبة كل واحد منكم أسرة وفي رقبتي الوطن بكامله».
ويختم خطابه السامي بجرعة فرح وأمل وإيمان داعيًا كل أردني وأردنية كي ننهض لبناء واقع جديد يضاعف النمو، ويخلق آلاف الفرص لكل أردني طامح... فـ «نهضتنا لا مكان فيها لمن يستسلم للتشاؤم والسوداوية».
محاور خطاب العرش السامي تتطلّب وقفات كثيرة عند كل كلمة وجملة فهي تحمل الكثير من المعاني والتوجيهات لكنها في الإطار العام حملت عناوين الفرح والأمل والإيمان بالوطن ومقدراته وأبنائه وعزيمة القائد المُدرك لحجم التحديات وعظمة الشعب القادر على المضي قدمًا بالمساهمة في مسيرة النهضة والبناء كل من موقعه.
خطاب عرش هو بمثابة «خارطة طريق» و»برنامج عمل» للمرحلة المقبلة يتطلّب من السلطات الثلاث النهوض بواجباتها - لأن «الجميع اليوم مسؤولون وفي الغد مساءلون» كما قال جلالة الملك - ولا بد من تعاون الجميع من قطاع خاص ومواطنين لإنجاح المسيرة.
الدستور -