فشل كبير باستغلال مياه الأمطار
امطار الخير التي هطلت خلال الايام القليلة الماضية تبشر بموسم زراعي جيد وتبعث الامال على زيادة مخزون المياه الجوفية والسطحية، حيث يعتبر الاردن من افقر دول العالم مائيا.
المؤلم في هذا الامر ان نسبة الاستغلال لهذه الامطار لا تزيد على العشرة بالمئة.. وان كميات المياه الاخرى تذهب هدرا عبر السيول التي تصب في نهر الاردن او التبخر.
منذ سنوات طويلة ونحن نسمع نغمة المحافظة على الثروة المائية، وان الحكومة ستتخذ الاجراءات اللازمة لتوفير مياه الري والشرب، وقبل ذلك الاستفادة على نطاق واسع من مياه الامطار والتي يذهب معظمها في التبخر.
فاذا كنا قبل تسعين عاما، نعتمد مباشرة على مياه الامطار في توفير المياه لغايات الشرب، وري المزروعات، وسقاية المواشي نتيجة تجميع مياه الامطار في آبار، التي كانت تكفينا طوال اشهر الصيف، فاننا الآن نهدر نحو اربعين بالمئة من مياه الشرب؛ لأن لدينا شبكة مياه قديمة، وان عمليات التجديد تستغرق العديد من السنوات والعديد من ملايين الدنانير.
سمعنا الكثير عن خطط حكومية، ودراسات وابحاث لانشاء العشرات من السدود والبرك الصحراوية، ولتجميع مياه الامطار والسيول فيها واستعمالها لغايات سقاية المواشي، حتى اننا ما زلنا وبعد اكثر من مائة عام نعتمد على البرك التي تتجمع فيها مياه الامطار منذ العهد التركي، سواء في جرش او زيزيا.
سمعنا الكثير عن مشاريع الحصاد المائي وقلنا ان العام القادم سيكون احسن من العام الماضي بعد ان تكون هذه المشاريع قد اخذت طريقها الى التنفيذ، حتى ان وزراء المياه قبل سنوات طويلة ابلغونا بأن كل هذه البرك واماكن تجمع المياه في الصحراء، والبادية والريف لا تكلف كثيرا.
نقول هذا الكلام في الوقت الذي نسمع فيه آراء ومقترحات من السادة النواب وخبراء المياة لوضع الحلول المناسبة لنقص مياه الشرب والري خلال فصل الصيف القادم، ونشير في هذا الصدد الى انه لو كان لدينا بعض المشاريع التي اعلنا عنها قبل سنوات طويلة لكنا استفدنا من كل قطرة ماء وحبة مطر.. وتجنبنا اخطار السيول والفيضانات، لكننا نؤكد ان الفرصة ما زالت أمامنا لمعرفة أماكن تجمع مياه الأمطار، والسيول.. واتخاذ الإجراءات الفنية اللازمة، وتنفيذ مشاريع البرك الصحراوية، والحصاد المائي استعدادا لموسم الشتاء القادم
الدستور -