تأثير فضائح نتنياهو على القضية ؟
اتهامات مخزية يتعرض لها نتنياهو هذا الاوان من مستشار الحكومة القضائي : هي لوائح طال انتظارها من قبل خصومه السياسيين ، ولا يتعلق الامر فقط في " أزرق ابيض " ومؤيديه ، بل بعموم الكيان الذي قاده هذا النتن ياهو عدة مرات .
فقد قرر المستشار المدعو افيخاي مندلبليت اتهام نتنياهو رسميا بتلقي رشوة في ما عرف بالملف 4000 ، والخداع والخيانة في ملفين عرفا بـ 1000 و 2000 وهي نفس التهم التي كان يتبناها النائب العام الصهيوني .
كما وجهت - بالاضافة للمذكور - اتهامات اخرى لناشر موقع " واللا " وزوجته بتهمة تقديم الرشوة والتشويش ، وكذلك تهمة تقديم رشى لناشر صحيفة يديعوت بهدف " ضرب " صحيفة اخرى على ان يحصل نتنياهو على تغطية صحفية جيدة .
واذا تعمقنا في المبالغ التي يتحدث عنها الاتهام فإنها لا تتعدى عشرات الآلاف من " الشواقل " مما يذكر بواقعنا العربي الأليم ، أما التهم غير المالية فحدث ولا حرج .
المهم ، أن كثيرين فرحوا بهذا الاتهام وجر نتنياهو الى التحقيق والمحكمة ، وكثيرون شمتوا بالمذكور ومن بينهم كتاب عرب واجانب ، بل حركات سياسية واحزاب معروفة ، ولكن : بماذا يفيد اتهام نتنياهو القضية الفلسطينية يا ترى والقضايا العربية الاخرى ؟؟ .
لا شيء بالتأكيد : إذ أن الاتهام لن يغير شيئا لا على الأرض ، ولا في السياسة ، ولا في الاهداف ، فوجوده وعدمه بالنسبة للقضية سواء ، وسيستمر قتل الفلسطينيين وابتلاع ما تبقى من الارض وطرد من بقي صامدا من سكان القدس والضفة ، ولئن جاء أي كان رئيسا للوزراء ، فإن نتنياهو " الاصلي " سيغور - كشخص - في مزبلة التاريخ لاحقا بمعلمه المقبور شارون ، ولكن نتنياهو الآخر سيظهر بنفس الاحقاد والاجرام والعنصرية .
ليس المطلوب منطقيا ، وقانونيا اتهام رئيس وزراء اسرائيل بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة ، بل المطلوب من العالم والعدالة ، إن بقي هناك عدالة ، أن يوجه اتهام ذو تبعات "عملية " لكل هذا الكيان المجرم بجميع ما فيه ومن فيه ، فقد طرد الاحتلال المجرم الملايين من اصحاب الأرض ويسعى لطرد من تبقى في الخط الأخضر ، وابتلع وطنا كاملا بسمائه ومائه وترابه ومقدساته وتاريخه وتراثه وآثاره ، ولا يزال يمارس التشبيح والتشليح والقتل والاعتقال والتعذيب لعشرات آلاف الفلسطينيين في سجون اقيمت على اراضيهم وأراضي آبائهم وأجدادهم .
لهذا ، ولغيره ، فإن مستشارهم القضائي ، وسواء اتهم نتنياهو ، أم لا ، وبغض النظر عن مصيره ، فإن الأمر لا يعنينا : إنه متعلق باحتلال وطن وليس بشخص معتوه مريض قاتل يعيش في هذه الأثناء أسوأ ايامه ولياليه .
يعنينا فقط ما الذي تغير على صعيد التحرير والعودة ، وما دون ذلك ليس سوى سقط المتاع !.
جى بي سي نيوز - الاحد 24-11-2019