إنجازات كبيرة في قطاع السياحة
حقق القطاع السياحي خلال الفترة الاخيرة انجازات مهمة على صعيد السياحة الداخلية والخارجية ،وشهدت المملكة حركة داخلية نشطة لعشرات الالاف من المواطنين الذين تنقلوا بين المحافظات وزاروا المواقع الاثرية والتاريخية السياحية بدعم كبير ومباشر من قبل وزارة السياحة ،وعلى مستوى الجذب السياحي الخارجي، فقد ارتفع عدد السياح الاجانب الذين زاروا المملكة بشكل ملحوظ ،وهذه الانجازات التي تحسب لوزارة السياحة والهيئات والمرافق التابعة لها ،تبشر بمواسم سياحية جيدة في المستقبل ،ونمو منتظر في القطاع السياحي الاردني ،الذي يطلق عليه نفط الاردن نظرا لما يتمتع به هذا البلد من موقع جغرافي، وميزات مناخية متعددة الى جانب الامن والامان والاستقرار ،والغنى والتنوع السياحي والاثري والتاريخي .
وفي الوقت الذي تعتبر هذه الانجازات بشكل عام اهدافا استراتيجية تم تحقيقها نسبيا ،لان العمل لا يتوقف عند انجاز معين وانما يستمر ويتواصل لتحقيق المزيد من الاهداف والانجازات ،فانها تشكل ايضا تحديا كبيرا للقطاع السياحي والمسؤولين عنه والعاملين فيه،من حيث المحافظة على هذه الانجازات والبناء عليها وتطويرها وتعزيزها ،من خلال زيادة اعداد السياح القادمين الى المملكة في جميع اشهر السنة ،وليس في مواسم او اشهر محددة ،وتنشيط السياحة الداخلية والحد من العزوف عنها واستبدالها بالسفر للخارج .
ورغم التفاؤل بهذه الانجازات ،فانه من المؤلم ان نسمع من بعض العاملين في القطاع السياحي الذين يستقطبون مجوعات سياحية من دول العالم المختلفة ،انهم الغوا او اعتذروا عن ترتيب زيارات لعديد من المجموعات السياحية التي كانت ترغب بزيارة المملكة ،بسبب ضعف البنية التحتية السياحية وعدم وجود الغرف الفندقية الكافية والمناسبة لاستيعابهم،الامر الذي يتطلب التركيز والاهتمام الجاد والفعلي ،بالاستثمار المحلي والاجنبي في القطاع السياحي وتشجيعه وتقديم التسهيلات والحوافز المختلفة لانجاح هذا الاستثمار ،والعمل على انتشاره في جميع محافظات الوطن ،وضمان النجاح للاستثمارات السياحية بنسب عالية جدا ،حتى يملك المستثمر المحلي والعربي والاجنبي ،الشجاعة والجرأة الكافية للاستثمار في هذا القطاع ،وهذا يستوجب اعادة النظر بالمنظومة السياحية بشكل متكامل ،تشريعيا وضرائبيا وبيروقراطيا والكترونيا ،وجميع الجهات والآليات التي يتعامل معها المستثمر في القطاع السياحي ،لان هذه المنظومة عبارة عن سلسلة حلقات متصلة ببعضها البعض ،واي خلل يصيب احداها سوف يؤثر سلبيا على باقي اجزائها .
والحديث عن الاستثمار في البنية التحتية لقطاع السياحة ،يعني الحديث عن عشرات الملايين من الدنانير ،والذي يستثمر في بناء فندق مثلا ،في اي مكان سياحي في المملكة ،يجب ان يضمن امكانية اشغاله ،وهذا ينسحب على المطعم والنقل وجميع مرفقات السياحة الاخرى .
وفي هذا السياق ،يجب النظر الى تجارب الدول الاخرى التي حققت نجاحات هائلة في القطاع السياحي ،والاستفادة منها ومن تجاربها والوسائل والاساليب التي استخدمتها ،وربما يكون من المفيد جدا ،استهداف العاملين في القطاع السياحي بمجمله ،بعقد دورات تثقيفية وتوعوية لهم كل في مجال ونطاق عمله ،والتركيز بشكل خاص على كيفية التعامل مع السائح ،والاهتمام باللياقة الادبية والامانة والنظافة والتصرف السليم لخلق انطباع جميل عن الوطن واهله.
المرحلة القادمة يجب ان تحمل شعار مرحلة الاستثمار في القطاع السياحي،وان تشكل صناعة السياحة في المملكة، هدفا وطنيا استراتيجيا عاما وشاملا ،وان يدرك الجميع بأن اي تراجع في الانجازات السياحية ممنوع وغير مسموح به ،لانه لو حدث ،سوف يشكل صدمة وضربة للاقتصاد الوطني والدخل القومي .
الدستور -