التغيير والاصلاح يبدأ اولا من النفس

لـيس فـيـنـا من يختلف مع الآخـر ، على مبــدأ الإصـلاح والتغييـر في بعـض النظـم والقوانيــن السـائـدة ، أو الإدارة المترهلــة ، والفسـاد الذي انتشـر وتكاثـر بصـورة كبيـرة ، وأصـبحــت رائحتـه تزكـم الأنــــوف .
ولكـن ما زال الخـلاف محتدمـا بين بعـض أطيـاف المجتمع حـول آليـة الإصـلاح ، ومن أيـن نبــدأ ؟ وكيــف الســبيــل ؟ وهـذا من الأسـباب التي أخـرت الإصـلاح ، وعملــت على زيـادة الإحتكـاك والتصـادم ما بيـن المعتصمـين والمحتجيــن ، وبيـن من يرفـض الإعتصـام ، بحـجــة ان ذلك يعمل على إضاعـة الوقــت ، والتخريـب في البنى التحـتيـة للوطـن ، وأن الحـوار المسـؤول هـو الوسـيلـة الأفضـل للخــروج من ذلك المـأزق .
أمـا الذين يدعـون من أجـل الإعتصـام والتظاهــر ، فحجتهـم في ذلك أن صـبرهـم قـد نفــد ، وأن الاعتصام هو الذي سـيحـقق الهـدف الذي اعتصـموا من أجلــه ، وأن ما حـقـقـه الأطبــاء والمعلمــون مـن خـلال الإعتصــام ، لهـو خيـر دليـل على صـدق ذلـــك .
ان الإصـلاح يبـدأ من عندنـا أولا ، قبل ان نحـمـل الحكومـات وحـدهـا المسـؤوليـة ، وذلك عندمــا يتخلـى كل واحــد عن الأنانيــة واسـتغلال المناصـب ، في نيـل الكثيـر من الامتيـازات والمكتسـبات ، ويـقوم بواجبــه من أجـل الوطـن والمواطـن خيــر قيــام ، وعـدم التلـوث أو السـكوت عن الفســاد والمفسـديــن ، ونحن نرى كـل يــوم قضـية من هنـا وقضيــة من هنـاك ، تحـال الى هيئـة مكافحـة الفسـاد ، أبطالهــا منا نحـن المواطنيــن ، والذي ربمـا يخـرج من بينهــم من يسـير في المظاهـرات منــددا بالفســاد ، ومطـالبـا بمحاسـبـة المفسـديــن والمقصـريــن .
إنـنـا ونحـن نـرى حـرص سـيدنــا أبا الحسـين على الإصـلاح ومكافحــة الفسـاد ، بإصـداره الأوامـر والتعليمــات من أجـل اجتـثاث الفسـاد من جـذوره ، ومحاربــة المفســـدين أينمــا كانوا بدون رحمــة أو مجاملــة ، وعـدم التباطـؤ في تنفيـذ ذلــك ، فـإن ذلك قــد أدخـل الطمأنيـنـة والأمـل الى قلوبنــا ، ومـع الصـبر والحكمــة ، وتـناول المواضـيـع كلهــا على طاولــة الحــوار ، سـنصــل بإذن الله الى تحقيـق كل الأهـداف المرجــوة ، وينـعــم الوطــن بالأمــــن والإزدهــــــــــــــــــــــــار .