عسكرة جماعة أمناء جبل الهيكل
تعمل سلطات الاحتلال الاسرائيلي على تجنيد وتدريب اعضاء جماعة امناء جبل الهيكل عسكريا، الذين يقودون الاقتحامات اليومية لباحات المسجد الاقصى المبارك ،والذين يعتبرون الاكثر تطرفا واستعدادا للعنف وارتكاب الجرائم والحاق اكبر الاذى بالمسجد الاقصى ،تنفيذا لاهدافهم ومعتقداتهم الزائفة والكاذبة .
وهؤلاء يقومون حاليا بالاقتحامات والانتهاكات والاعتداءات بحماية جيش الاحتلال واجهزته الامنية ،وعندما تنتهي خطة عسكرتهم ،سوف يحملون هم انفسهم السلاح بحجة توفير الحماية الذاتية ،وتنفيذ الاقتحامات اليومية للاقصى المبارك ،والاعتداء على كل من يجدونه في طريقهم ،ولن يمنعهم احد من ارتكاب جرائم ومجازر بحق الفلسطينيين المتواجدين في الاقصى اثناء عمليات الاقتحام .
وتعتبر جماعة أمناء جبل الهيكل حركة يهودية أرثوذكسية متعصبة مقرها القدس هدفها الكبير بناء معبد هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى وإعادة معهد ممارسة التضحية الطقوسية، وتأسست الحركة عام 1967 على يد كرشون سلمون وهو ضابط في قوات الدفاع الإسرائيلية ومحاضر في الدراسات الشرق أوسطية.
وتتمثل أهداف الحركة على المدى البعيد في السيطرة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى) بدل «الاحتلال» العربي الإسلامي كما تدعي، ووضع قبة الصخرة كمعَلم يدل على «الغزو» الإسلامي،وبناء الهيكل مكان المسجد الاقصى،ونقل الأضرحة الإسلامية إلى مدينة ( مكة المكرمة ) لتسهيل بناء الهيكل،وتكريس العمل لجعل جبل الهيكل المركز الاخلاقي والروحي لإسرائيل والشعب اليهودي،لم شمل الشعب اليهودي من كافة أنحاء العالم،بحسب معتقداتهم التلمودية البالية.
وهناك حوالي 23 منظمة يهودية متطرفة لا تقل عنفا وتشددا ويمينية عن جماعة امناء جبل اهيكل ،جميعها تستهدف المسجد الاقصى المباركوتعمل على اقامة الهيكل المزعوم مكانه ،وهي مدعومة بقوة من حكومات الاحتلال المتعاقبة .
وتحظى حركة جبل الهيكل بدعم واسع بين الصهاينة المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة وترامب وزمرته من بينهم، والذين الآن يفوقون عدد الصهاينة اليهود بمعدل عشرة اضعاف، بقيادة القس جون هاجي، وهم يؤمنون بأن نبوءة تدمير مواقع الإسلام المقدسة وبناء الهيكل الثالث ستؤدي إلى حرب مروعة من شأنها أن تدفع للمجيء الثاني للمسيح.
هذه العصابات والجماعات الصهيونية المتطرفة، تتحالف فكريا وايدلوجيا مع المسيحيين الانجيليين المتصهينين في اميريكا ،وتتحد اهدافهم وخططهم في محاربة الشعب الفلسطيني ،وتحقيق الاهداف الدينية الصهيونية المتشددة ،المبنية على معتقدات لا اساس لها من الصحة ،تستهدف المسجد الاقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم مكانه وعلى انقاضه.
وتتزامن هذه الافعال الاحتلالية فوق الارض مع تكثيف اعمال الحفر والتدمير تحت الارض،كل ذلك لالحاق الاضرار الفادحة بالمسجد الاقصى وكل ما يحيط به ،اضافة الى بناء الكنس اليهودية وملحقاتها والحدائق وانشاء المشاريع المختلفة حول المسجد ،الذي اصبح مهددا بشكل مباشر ومن جميع الجهات .
المسجد الاقصى المبارك من الاماكن التي يجب ان تكون مؤمّنة بالحماية الدولية ،نظرا لاهميته الدينية والتاريخية والحضارية والثقافية ،التي تهم مئات الملايين من العرب والمسلمين.
وتبقى الوصاية الهاشمية وصمود المقدسيين والشعب الفلسطيني ،الدرع الحامي للمقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة ،مهما بلغت الاعتداءات الصهيونية .
الدستور -