كسر حاجز الخوف...!!
من أهم انجازات ومنجزات ثورتي لبنان والعراق انهما كسرتا حاجز الخوف..واسقطتا القناع عن الوجوه الطائفية البائسة ... اليائسة..
واسمحوا لي أن اتناول في هذا المقال، وبعجالة، المحطات المضيئة في ثورة لبنان، وهي تغذ الخطى لاستكمال شهرها الثاني من عمرها الجميل ..
لقد كسرت هذه الثورة حاجز الخوف، لدى جميع اللبنانيين، بعد أن اعرب أكثرهم عن خشيته من انعطافة خطيرة في هذه الثورة، تؤدي الى حرب أهلية، بفعل القوى المعادية، وبالاخص العدو الصهيوني وحليفته واشنطن، اللذين عملا ويعملان على تفجير هذه الثورة من الداخل، واستغلال ما يحدث لضرب المقاومة، والتي أصبحت، وبحق قوة ردع حقيقية ترعب العدو وحلفائه..
وفي هذا المقام نشير وبكل احترام الى دور امهات لبنان، الى دور المرأة اللبنانية، التي فرضت نفسها خلال هذه الثورة، وامسكت بزمام المبادرة .. فنظمت مظاهرات حاشدة انطلقت من الشياح وعين الرمانه «.. لما لهذا المكان من رمزية مؤلمة في الذاكرة اللبنانية .. فمنه انطلقت شرارة الحرب الاهلية 1976.. وهي تحمل الورود منطلقة الى الاشرفية، حيث تلاقت مع مسيرة مشابهة .. وكلتاهما يهتفان وبصوت واحد ..» وحدة .. وحدة وطنية» .. «تسقط .. تسقط الطاىفية» .. و «لا .. لا.. للحرب الاهلية «..!!
هاتان المسيرتان، او المظاهرتان احرجتا الطائفيين، وأمراء الطوائف..أمراء الحروب .. وأجهضت المؤامرة القذرة، قبل ان تنطلق من قمقم الغدر، والحقد والخيانة، وقد سبقا هاتان المسيرتان، اشتباكات محدودة بين بعض مناصري احزاب في السلطة.. في بعلبك وطرابلس وصيدا والشوف.. الخ..حيث تمكن الجيش اللبناني من احتوائها وحال دون وصول شررها الى المناطق الاخرى..
ان استنكار الجميع لهذه الحوادث المتفرقة، وحرصهم على العودة، الى ينابيع الثورة الاولى النقية، الى سلمية الثورة ، أسهم في احتواء الوضع المتفجر، وأسقط القناع عن الوجوه الطائفية البائسة، التي ثبت انها مجرد اصنام، واحجار شطرنج، لا بل بنادق للايجار، تأتمر بأوامر اسيادها.. وتدار «بالريموت كنترول» من وراء الحدود..
التفاف الشعب اللبناني .. كل الشعب اللبناني، ودور المرأة الحضاري ..المميز... هو الذي أسهم ويسهم في حماية الثورة، وفي استمراريتها، وعدم انحرافها، وفي اسقاط الغطاء عن الفاسدين، الذين سرقوا اموال الشعب، وهربوها الى بنوك اميركا وسويسرا ولندن وباريس ..
وقبل ان نختم هذا المقال لا بد من ملاحظتين وهما:
الاولى: ان الطبقة السياسية الحاكمة لا تزال تناور .. وتناور .. وتصر على أن تبقى جميع الخيوط في يدها.. بدليل اختلافها حول تشكيل حكومة مؤقتة .. اذ يصر كل طرف على ان تكون له حصة كبيرة في كعكة هذه الحكومة .
الثانية: رغم ان الدافع الاول للثورة هو الجوع والفقر والبطالة، ومطالبتها بكشف الفاسدين ومصادرة اموالهم .. الا اننا لم نشهد بعد القاء القبض على فاسد واحد .. وهذا ايضا دليل اضافي، على عدم جدية النظام الحاكم في التعامل مع الثورة... لا بل ومحاولاته الكثيرة للالتفاف عليها وتفريغها من مضمونها الحقيقي وهدفها الاسمى وهو: اسقاط النظام الطائفي.
باختصار..
ندعو نشطاء الثورة اللبنانية المجيدة الى الاصرارعلى اسقاط النظام الطائفي.. فهو اساس الداء والبلاء ..واستبداله بدستور يلغي الطائفية .. ويؤسس لمرحلة جديدة عنوانها : انعتاق لبنان من الطائفية والتبعية، واقامة دولة مدنية لجميع مواطنيها .
وللحديث صلة.