العصر الإسراميركي..!!
لا نحسب اننا نضيف جديدا، اذا وصفنا هذا العصر بالاسراميركي.. «عصر الغاب» .. وندعو اصدقاءنا وقراءنا ان لا يندهشوا من هذا الوصف، ويعتبرونه مبالغة .. وندعوهم ان يتريثوا قليلا لقراءة وجهة نظرنا ، وهي قطعا استحضار للاسباب والموجبات التي تحتم اطلاق هذا الوصف على هذا العصر..
موجب هذا الكلام هو: قرار الرئيس الاميركي، القرصان «ترامب» بالاستيلاء على ابار النفط السورية «شرق الفرات».. ولم يكتف بذلك، بل دعا حليفته بريطانيا --والتي كانت عظمى في ايام خلت- للاستيلاء على حقل للنفط قرب مدينة دير الزور، فقامت بالفعل بسحب قواتها من قاعدة عسكرية في الاراضي السورية، واستولت على هذا الكنز الثمين.!!
الملفت للنظر، ان هذه الاعتداءات الاميركية والبريطانية، على اراضي دولة عضو في الامم المتحدة، مرت دون ان تجرؤ دولة في هذا العالم الى توجيه اللوم الى المعتدين، ودعوة مجلس الامن للانعقاد لادانة هذا العدوان والطلب بسحب القوات المعتدية..
تبرير « ترامب» لاغتصاب ابار النفط السورية.. يندرج تحت مقولة « شر البلية ما يضحك»، ويؤكد استهتاره بكل الشرائع والقوانين الدولية، فكانت عبارته التي تدينه « خوفا من استيلاء داعش على هذا النفط..!!
أليس هذا عصر الغاب ؟؟!!
وما دام الشيء بالشيء يذكر ... نسأل ونتساءل .. أليست «صفعة القرن» اعتداء غاشم على الشعب الفلسطيني ، لا بل وأكثر خطورة من احتلال ابار النفط؟؟
ان القرصان يتصرف بصفته المالك الحقيقي لهذه المنطقة، لارضها ومياهها وبحارها ، ومن هنا قام باغتصاب القدس العربية، واهدائها لحليفه الارهابي «نتنياهو»، وقرر شرعنة المستوطنات ..الخ.
وبتوسيع دائرة البيكار قليلا..
فان ما يحدث هو انفلات للامبريالية المتوحشه .. عصر القوة الغاشمة، عصر تسخير هذه القوة لبسط السيطرة الاميركية على العالم . اليست «الامركة» التي هدمت الحدود والسدود هي التجسيد الحقيقي لسيطرة اميركا وشركاتها العابرة للقرات على مفاصل الاقتصاد العالمي.
وزيادة في التفاصيل..
فقيام واشنطن بضرب اليابان بالقنابل الذرية عام 1945، فقتلت مئات الالاف من اليابانيين ونشر قواتها بعد انتصارها الساحق في الحرب الكونية الثانية في اكثر من «85» بلدا في العالم وتشكيل احلاف عسكرية .. كل ذلك لاحكام سيطرتها على الحلفاء ..
لم تكتف واشنطن بكل ذلك، بل قامت مؤخرا بخطوة بالغة الاستهتار بحلفائها، فقد طالب القرصان حلفائه بدفع فاتورة وجود قوات اميركية في اراضيهم. «قاميركا لا تدافع عن احد، ولن تحمي احدا، وعلى من يرغب ببقاء قوات اميركية في اراضيه بدفع كلفة بقاء هذه القوات وعلى اعضاء « الناتو» ان يرفعوا من مساهماتهم في موازنة الخلف، فاميركا لن تقوم بعد اليوم بدفع القسط الاكبر»..!!
اميركا وهي تجذر سيطرتهاعلى العالم، تبنت استراتجية تقديس القوة، والحرب الاستباقية التي طبقها بوش الابن فاحتل العراق وافغانستان تحت عنوان الحرب على الارهاب، واطلقت كوندا رايس شرارة « الفوضى الهدامة» لاحكام سيطرتها على الجغرافيا العربية ..ونهب خيراتها ونقطها وثرواتها.. وتنصيب اسرائيل شرطيا عليها، وجاءت « صفعة القرن» لتؤكد هذه الاستراتجية انه عصر الغاب، وقد اصبحت القوة هي القانون .. ومن لا يملك قوة لا يملك حقا ..انه عصر الثنائي –نتنياهو وترامب..
ولن يكون مصيرهم بأفضل من مصير الطغاة عبر العصور..
الدستور -