إنفلونزا وقمل
عودة انفلونزا الخنازير تدفع الى اسئلة كثيرة، ليس من الغرابة السؤال عن فيروس انقرض وقد عاد قبل اسابيع الى صدور الاردنيين، ومعه وباء الموت والاصابة المزمنة. حتى الان التقديرات الرسمية تشير الى حوالي 60 مصابا وحالتي وفاة.
جهات حكومية في الجولة الاولى لظهور المرض المزمن والمعدي انكرت بشدة مراسلات رسمية من محافظ اربد الى مركز الوزارة تشير الى ضبط اصابات بالانفلونزا بين مواطنين راجعو مستشفى الملك المؤسس في الرمثا، ولكن بعد ايام خرج مدير مستشفى الكرك ايمن الطراانة ليعلن رسميا عن حالة وفاة واصابات بالفيروس بين مواطنين، وهكذا تأكد الخبر، وتوالت من بعد تصريحات وزير الصحة.
انفلونزا الخنازير من الامراض الحديثة التي ظهرت في الالفية الجديدة. خبراء في المرض يعلمون مدى الفزع الذي سينتاب الاردنيين اذا ما عرفوا بوصول واستيطان الانفلونزا بصحبة حزمة الأوبئة المرعبة. هجوم الفايروسات والامراض يكشف تقصيرا في جهاز اداري وخدماتي عريق كوزارة الصحة. جهاز كان ينافس دولا متقدمة بالاقليم والعالم.
الاردنيون خائفون، وهستيريا مرعبة تسيطر على اذهانهم ولا يعرفون كيف سيواجهون المرض . الاسئلة تقفز على الجاهزية والاستعدادية في البيوت والمدارس والمرافق العامة والشوارع والمطارات والمعابر الحدودية.
هجوم وموجة الامراض لا تقف هنا. فالقمل يغزو رؤوس طلاب المدارس الحكومية. وآخر خبر عن قمل المدارس نشر قبل ثلاثين عاما، ولو عدنا الى ذاكرة الاخبار فان كلمة قمل انقرضت وانقطعت منذ عقود استعمالها وتدوالها من دول افريقيا والعالم الثالث.
ونعاود طرح نفس السؤال كيف ستواجه الحكومة القمل؟ من عجائب الاقدار ان الامراض تأتي مع احباط الناس وشعورهم بالعجز وقلة الحيلة، ويبدو ان ثمة متلازمة بين الامراض والاوبئة والحال العام.
من اخبار المدارس الحكومية اعتدنا على سماع انهيار سقف مدرسة وشكوى الاهالي من عدم توزيع الوزارة لكتب مدرسية، ونقص في الكادر التدريسي، ولكن قمل في رؤوس الطلاب، فالمسألة خارجة عن كل الاعتبارات والاحتمالات والتوقعات.
ولنرَ كيف ستتعامل الحكومة مع الانفلونزا والقمل المدرسي؟ تمرين واختبار على تعاطي العقل الرسمي مع الطارئ الطبيعي والكارثي.
الدستور-