أيُّ بؤس هذا؟

تم نشره السبت 14 كانون الأوّل / ديسمبر 2019 12:07 صباحاً
أيُّ بؤس هذا؟
حسين الرواشدة

المواقف التي تأتينا على طبق»الانصاف» من شخصيات ومؤسسات وأحيانا حكومات غربية اكثر من ان تحصى، لكن السؤال : كيف نتعامل..؟ هل نستقبلها ونحتفي بها ونرد عليها التحية بمثلها او بأحسن منها ام نتجاهلها ونغض عنها ابصارنا وكأنها «واجب» عليهم وتحصيل حاصل..؟
 الامثلة بالطبع عديدة وتستعصي على العد، خذ مثلا المواقف المشرفة التي عبرت عنها اكثر من مرة دول امريكيا اللاتينية احتجاجا على اسرائيل وانتهاكاتها المتكررة ضد الفلسطينين، خذ ايضا خطابا تاريخيا لرئيسة وزراء الارجنتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة كشفت فيه ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب مع العرب والمسلمين، وخذ ثالثا حملة المقاطعة التي قادتها النقابات العمالية في بريطانيا للبضائع الإسرائيلية، خاصة التي تنتجها المستوطنات، والحملة الاخرى التي قام بها بعض الاساتذة والاكاديميين في الجامعات البريطانية لمقاطعة عدد من الجامعات الإسرائيلية.
قائمة الانصاف بالطبع طويلة تضم مفكرين وصحفيين وفنانين وسياسيين،كما ان قائمة الاحتجاجات التي يقوم بها الآخرون بالنيابة عنا، ودفاعا عن قضايانا طويلة جدا،لكن لا ننسى ان قائمة الخيبة التي نداري بها صمتنا وكسلنا وانشغالنا ضد قضايانا طويلة ايضا..المؤسف حقا اننا لا نكتفي بعدم الاحتجاج والصمت وانما نصرّ على مكافأة هؤلاء بمزيد من اهمالهم وجلد ذاتنا والاساءة اليها وبمزيد من التطبيع مع اعدائنا وبمزيد من كراهية العالم الذي يبادرنا التحية وكأننا نقول لهم: وفروا خدماتكم.. فنحن ادرى بمصالحنا.. أيُّ بؤس هذا؟
لكي لا استطرد في سرد ما يفعله الاخرون بالنيابة عنا اعترف ان هناك سؤالين ما زلت مشغولا بالاجابة عنهما، الاول : كيف يمكن ان نساند هؤلاء الذين وقفوا الى جانبنا وكيف نشد على ايديهم، وقبل ذلك الا يستحقون ان نعبر لهم عن عميق الاحترام وبالغ التقدير ونرد التحية عليهم بأحسن منها.
 اما السؤال الثاني فهو : لماذا قصَّرنا في ذلك ؟ هل ما زلنا نتصور مثلا ان الاخرين –كلهم -مهما اختلفت اديانهم او جنسياتهم مجرد شياطين وان «ملة الكفر واحدة» ام نتصور ان من واجبهم ان يدافعوا عنا باعتبار ان الأمم الاخرى مسخرة لخدمتنا، ومدعوة للتقدم والعمل بالنيابة عنا، ومطلوب منها ان تصغي الينا، وتتنازل عن «معتقداتها» لصالحنا، أم أننا ما نزال نشك في مواقفهم ونعتبرها احيانا محاولة لتزيين صورة الغرب أو أنها ربما تعبير عن تأنيب الضمير او مجرد عملية تقاسم أدوار لا أكثر ولا أقل. مهما تكن الإجابة، ألا يفترض أن تدفعنا مثل هذه المواقف لكي ننظر بعيون أخرى للانسانية التي لا تخلو من خير، والى حقيقة المجتمعات الحية التي لا تنجر وراء ما تصدره حكوماتها من مقررات ظالمة، أو ممارسات تنتهك حقوق الإنسان، أي إنسان؟؟ اليس من واجبنا ان نقول :شكرا لنظرائنا في الخلق والانسانية الذين غضبوا بالنيابة عنا، ورفعوا اصواتهم للدفاع عن صورتنا والمطالبة ببعض حقوق المظلومين في بلادنا.. ليت أن نخبنا تتعلم منهم أو تمد يدها لهم..يا ليت.

الدستور - 

الجمعة 13 كانون الأول / ديسمبر 2019.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات