اللغة الحزينة
«وفاة رائد الدفاع عن اللغة العربية»، هذا العنوان الذي اختاره محرر أحد المواقع الالكترونية للإعلان عن وفاة الأكاديمي المصري «محمود فهمي حجازي».
للوهلة الأولى سيخيل لك أن المتوفى في بلد غير البلاد التي تنطق بالضاد؛ إذ كيف يستقيم أن يكون هناك مدافع عن اللغة العربية في البلاد العربية التي يترأس جميع دساتيرها أنها دول عربية، وأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية؟!!
أجل لقد باتت اللغة العربية يتيمة في بلادها، والمادة الأولى أو الثانية في الدساتير العربية التي تقول إن اللغة العربية هي اللغة الرسمية لم يعد لها أي قيمة أو احترام على أرض الواقع تماما كما مادة «دين الدولة الإسلام».
في المغرب العربي تتراجع اللغة العربية إلى صالح لغات أجنبية، وفي المشرق تتراجع لصالح لهجات محلية مطعمة بكلمات أجنبية تكاد تلتهم اللغة العربية. ناهيك عن النخب المتغربة التي ما زالت تعمل وبكل طاقتها لمحاربة اللغة العربية.
بقي لدينا أن جميع مدارس البلاد العربية ما زالت تدرس اللغة العربية، لكنها لا تجد الاحترام والاهتمام الكافي؛ فحصص اللغة العربية تتراجع، ومعلمو اللغة العربية لا يحظون بالاهتمام والرعاية الكافية.
السبيل - الأربعاء 11/ديسمبر/2019