قمة كوالالمبور واللغة المختلفة
شن الإعلام المصري والسعودي هجومًا شرسًا على قمة كوالالمبور التي شهدتها العاصمة الماليزية الأسبوع الماضي، وحضرها عدد من زعماء الدول الإسلامية، وعلى رأسهم الرئيس التركي والإيراني وأمير قطر، إضافة إلى رئيس الوزراء الماليزي محاضر محمد مستضيف القمة.
الإعلامان المصري والسعودي اتهما منظمي القمة بمحاولة شق صف الدول الإسلامية!! وإضعاف منظمة المؤتمر الإسلامي!! وخلق فتنة جديدة!!
والسؤال المهم هو ماذا قدمت منظمة المؤتمر الإسلامي للعالم الإسلامي وقضاياه خلال مسيرتها التي امتدت لخمسين عامًا؟!!
أين هي المنظمة من مشاكل العالم الإسلامي؟! أين هي من قضية القدس بعد اعتراف ترامب بها عاصمة للكيان الصهيوني؟! أين هي من قضايا الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية والحكم الرشيد؟!
وتصاعدت الاتهامات لتصل إلى محاولة إضعاف السعودية، ومحاولة تركيا استعادة أمجاد الدولة العثمانية على حساب الدول العربية! وهي التهم التي باتت جاهزة تجاه أي تحرك تركي حتى لو كان لصالح القضايا العربية، وصالح شعوبها.
تهم أخرى للقمة وصلت حد أنها جاءت لتبعث الروح في جماعة الإخوان المسلمين!! وهي الجماعة التي تناصبها مصر والسعودية العداء.
لم يسلم رئيس الوزراء الماليزي محاضر محمد من الهجوم، وهو الذي كان قبل القمة يمثل نموذجًا للعقلية التنموية!
بعيدًا عن كل المبررات، فقد بات واضحًا أن هناك توجسًا سعوديًّا مصريًّا من أي تحرك تركي قطري، مهما كان اتجاهه وهدفه.
في المقابل، قدمت القمة خطابًا جديدًا يلامس الشعوب الإسلامية وتطلعاتها في النهوض، واستثمار كافة طاقاتها ومواردها لذلك، وكان الأولى أن يكون هذا خطاب منظمة المؤتمر الإسلامي.
السبيل السبت 21/ديسمبر/2019