دول عربية تواجه الفشل السياسي!
اعلن وزير الصحة، الدكتور سعد جابر، في مؤتمر صحفي عقده بالاشتراك مع وزير الاعلام عن وفاة خمسة اردنيين جراء الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير، كما اعلن عن اصابات وصلت الى 199 حالة.
الوزير طمأن الناس ان الارقام ضمن معدلاتها الطبيعية، وهذا يحتاج الى نقاش رغم انه متفهم بسبب رغبتنا جميعا بعدم اثارة الفزع لدى الجماهير.
لكن يبقى السؤال الاهم حول «تقصير» الحكومة في اتخاذ الاجراءات الوقائية الكافية لمنع انتشار المرض ومحاصرة تداعياته.
وهنا تتناسل اسئلة متعددة عن توفير المطعوم للمواطنين بالقدر الكافي والسعر المناسب، وهل تولت وزارة الصحة امر اطلاق حملات اعلانية توجيهية هدفها اقناع الناس بضرورة اخذ المطعوم.
ألم يكن من واجب الوزارة إلزام العاملين في المستشفيات من الكوادر الطبية والادارية بأخذ المطعوم تجنبا لإصابتهم بالعدوى، وانتقالهم من معالجين الى مرضى.
من ثم المرضى المتواجدون في المستشفيات او في البيوت «سرطان، فشل كلوي، روماتايد» والمصابون بأمراض مناعية او تنفسية، ألم يكن من الواجب المسارعة إلى إعطائهم المطعوم وحتى اجبارهم على ذلك؟
ايضا، قصة التشخيص الذي يحتاج الى وقت حتى يتم اكتشاف الاصابة بالمرض، ألا يمكن تجاوز عثراته عن طريق اعطاء الدواء المناسب بمجرد الاشتباه دون الحاجة لإضاعة الوقت؟
في كل عام، في ذات التوقيت نعيش نسخة مكررة من التعامل مع مرض انفلونزا الخنازير، وتتجدد الاخطاء كما هي، وتبقى الاجراءات على حالها، وتخرج الوزارة بذات التطمينات، دون ان نرى تغيرا او جهدا مختلفا!
بتقديري انه بالامكان التقليل من عدد الوفيات ومن الاصابة بالمرض، لابد من خطة وطنية شاملة للعمل على ذلك، وما ينقصنا ان تخرج وزارة الصحة من عقدة «الارقام طبيعية» الى مرحلة لا نريد وفيات او حتى اصابات.
السبيل السبت 21-12-2019