الهوان العربي
لا زلنا نتصفح اوراق عام 2019، لنجد ان هذا العام والذي بدأت شمسه بالافول غير مأسوف عليه شهد هوانا عربيا، لم يشهد مثله اي عام مضى، ولا اي عام بعده، كما نأمل ونتمنى ... فحتى عهد ملوك الطوائف وسقوط بغداد بيد التتار، والقدس بيد الصليبين..
لم يكن أكثر سوءا مما تتجرعه الامة اليوم»450»مليونا.. من هوان وخيبات وانكسار، وقد استقوى عليها بغاث الطير، ودود الارض، فأخذت تنهش لحمها الحي في القدس، وفي كافة الحواضر .. ومن جميع الجهات .. فيما زبد التطبيع يغمر الارض العربية بمزيد من الضياع ..
وحتى لا نتوه، ونغوص في رمل العموميات .. نذكر ونتذكر...ونستشهد -قدر الامكان- بمشاهد مؤلمة تجلل المشهد العربي بالسواد .. والعار والشنار.!!
نذكر بقرارات القرصان «ترامب» باغتصاب القدس العربية المحتلة واهدائها الى حلفائه الصهاينة الفاشيين، واعتبار فلسطين ..كل فلسطين ارضا اسرائيلية، بتصرف العدو ..
ونضيف .. الم يبارك القرصان اعلان حليفه الارهابي «نتنياهو» ضم الجولان العربية السورية الى كيانه الغاصب..
وبتوسيع دائرة البيكار ..
نجد ان القرصان» ترامب» يعلن جهارا نهارا الاستيلاء على ابار النفط السورية، وسرقة نفطها وبيعه للانفاق على اتباع اميركا ..من «الدواعش»والتكفيريين الارهابيين..
ولم يقف الامر عند هذا الحد .. فها هو اردوغان العثماني يكشف عن وجهه التوسعي ، واطماعه في سوريا والعراق، فيرسل جيشه لاحتلال شرق الفرات، ويرسل دباباته لدعم ارهابي النصرة في ادلب وحمص .. وكان ان دعا في وقت مبكر الى اعادة النظر في اتفاقية «الموصل» .. ما يؤكد اطماع هذا العثماني الجديد في السيطرة على المنطقة ..
وعلى نفس الخطى تسير اثيوبيا وفق مخطط اميركي--اسرلائيلي خبيث، يقوم على تقليل حصة مصر من النيل ما يضرب الامن القومي المصري .. ويهدد الشعب المصري بالجوع والعطش.. ويزعزع الاستقرار في كل افريقيا.
ان ما يجري في ليبيا، وما جرى ويجري في سوريا والعراق، والى حد ما في لبنان.. يكشف حقيقة جد مؤلمة ،وهي الحروب بالوكالة .. ويكشف عمق المأساة التي انحدرت اليها السياسة العربية، بتبني بعض الانظمة لسياسة المحاور، والخنادق المتقابلة، وها هي بدلا من تعود الى منابعها الاولى، وتعلن الوحدة الفورية، لتعود كما ارادها الباري عز وجل «خير امة اخرجت للناس» ..عادت الى الجاهلية الاولى، الى دسائس داحس والغبراء والبسوس، يقتل بعضها بعضا، وقد اصبحوا اسرى فتنة مدمرة، استغلها اعداؤهم فرموهم بفيروس داعش والتكفيرين، فدمروا منجزات الامة، ونشروا الموت والخوف في كل جغرافيتها، فيما العدو الصهيوني يعيش افضل ايام ولياليه « «قمره وربيع « .. «والكل يطمع وصلا في ليلى».!!
الهوان الذي وصلت اليه الامة، يهدد بزوالها « لتصبح امة سادت ثم بادت « ..!!
فهل نشهد صحوة عربية وقد بلغت القلوب الحناجر.. قبل ان تعلو رايات بنو قريظة وقينقاع وبنو النضير الجغرافيا العربية .
نأمل ذلك .. رغم أننا متشائمون.
ومن يهن يسل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام.
الدستور -