إنه الميلاد.. فكل عام ونحن جميعا بألف خير
انه ميلاد السيد المسيح فكل عام ونحن جميعا بألف خير، كل عام وملح ارضنا بخير، كل عام وشعبنا غرب النهر القابضين على مفاتيح القيامة والمهد بألف خير، ونتمنى ان يتعافى رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذوكس المطران المناضل والصامد في وجه العنجهية الصهيونية عطاالله حنا، وان يتكلل بالصحة والعافية، ويبقى شوكة في حلق الاحتلال.
كل عام ونحن موحدون تحت راية المحبة التي نادى بها السيد المسيح، ونأمل أن يكون العام المقبل أفضل لنا جميعا، أفضل سياسيا واجتماعيا وإنسانيا واقتصاديا، وثقافيا، وان يكون اردننا قد قطع شوطا باتجاه اصلاح حقيقي أوسع، ومكافحة فساد ملموسة، والتأسيس لدولة عصرية دولة عنوانها سيادة القانون، بحيث يكون الجميع امامه سواء كما ينص الدستور، وان ينتهي عصر الواسطة والمحسوبية من حياتنا، ويسود عدل حقيقي ومساواة دون محاصصة، وأن يكون كل ذاك ليس مجرد كلام في كلام.
كل عام ونحن جميعا بخير، ونأمل ان يأتي الميلاد القادم وقد انخفضت مديونيتنا التي نعاني منها جميعا، ونسب الفقر تقلصت، ومعضلة البطالة قد وجدت طريقا لحلها، وأحجية الباص السريع الذي خنق عماننا قد شارفت على الانتهاء، وان تكون اتفاقية الغاز التي يرفضها شعبنا مزقت، وان تكون قد استطاعت حكومتنا تقديم رؤية واضحة عن طريقة تسعير المشتقات النفطية، وإجابات مقنعة عن طريق الاصلاح، وان تنتهي مشاكل التوجيهي والتعليم العالي، وانخفضت كلف التعليم والطبابة.
الحقيقة الواضحة ان ارتفاع الاسعار مثلا نعاني منه جميعا، فكلنا يعاني، ولا يفرق الفقر بين بيت وبيت ولا تقفز البطالة عن عائلة لتصيب اخرى، ولا تختار مصاريف الجامعة دينا دون آخر، فالكل يشتكي منها ويتألم من شدة تكاليفها، ويطالب بخفضها.
في بلادنا وبلاد الشام ككل، فإن الحديث عن العيش المشترك وكأننا فرقاء ليس له وجود على ارض واقعنا، فعيشنا واحد وارضنا واحدة ومصرينا مشترك، أما اولئك الذين يحاولون وحاولوا الصيد في متانة علاقتنا معا، لن يكون لهم وجود بيننا، فأولئك يكاد لا يعرفون او يتغاضون على ان الآرامية لغة المسيح مهدها وموطنها بلاد الشام، وان السريالية في بلاد الشام ايضا، ولذا فاننا نقول بأعلى الصوت لمثل أولئك ان عليهم اعادة النظر بما يقولون، وما يحاولون فعله، فكل افكارهم ستلفظها معا، وسيبقى أولئك ضعاف النفس الذين يبحثون عن مكان لين ليغرسوا فيه سم حقدهم لن يجدوا في بنياننا نحن في بلاد الشام مكانا لفعل ذلك، وكيف لهم ان يجدوه وتاريحنا وثقافتنا جميعا واحدة، ولذا لم يجد اعوان الشيطان الذين حاولوا ان يبنوا لهم مكانا في سورية مكانا يتقبل افكارهم الشيطانية، فانكفوا على اعقابهم وهربوا كما تهرب الجرذان الى الجحور.
ولذا فإن مناسبة ميلاد السيد المسيح عبرة تذكرنا بالمحبة والسلام، ونحن في الأردن وبلاد الشام ككل جُبلنا في وعاء واحد وعشنا على تراب واحد، فشكلنا ثقافة مشتركة لا تفريق فيها بين مسيحي ومسلم وعشقنا معا هذا التراب الاردني كما عشقنا معا تراب فلسطين والقدس ودمشق وبيروت، فأصبحت افراحنا وهمومنا واحدة، نفرح معا ونحزن معا ونتألم معا، فالدين لله والوطن للجميع.
كل عام ونحن جميعا بخير، فالميلاد لنا جميعا، والاصلاح والعدالة والمساواة تهمنا جميعا، والقيامة والمهد كنائسنا التي ندافع عنها كما ندافع معا عن المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي، ولذا فإننا نأمل ان يكلل الله بعين رحمته اسقف القدس المطران عطا الله حنا، وان يحيي معنا عيد الميلاد هذا العام والاعوام القادمة.
الغد - الثلاثاء 24-12-2019