المطبعون والكيان الإسرائيلي أسئلة محيرة
في الوقت الذي يتبجح فيه نتنياهو بتطور علاقاته ببعض الانظمة العربية الى حد اقتراب الاعلان عن تحالف استراتيجي، فإنه لا يستطيع ان ينكر خسارته لقوى اقليمية بحجم تركيا التي تحولت الى خصم ومنافس يصارعه شرق المتوسط مهددا بجهة واسعة تحاصر الكيان عبر البحر المتوسط.
في الوقت الذي يفاخر فيه نتنياهو بقدرته على اختراق جدر العزلة بالتطبيع مع كيانات ودول عربية محدودة الفاعلية والتأثير سياسيا، فإن الكيان الاسرائيلي يعاني من جبهات تتسع ولا تضيق منذ العام 1980 بإسقاط شاه ايران ومجيء نظام معاد للكيان في طهران، وصعود نظام وطني طامح في تركيا.
أعباء الكيان الظاهرية والباطنية تزداد يومًا بعد الآخر، فبعد ان كان الكيان يتحرك بحرية فائقة، فإنه الآن محاصر في المحافل الدولية في الامم المتحدة ومنظماتها كان آخرها الهزيمة التي تلقاها في اروقة الجنائية الدولية.
في الوقت الذي يفاخر الكيان وقادته العسكريون بقدراتهم الكبيرة من ناحية تقنية وتدميرية، الا ان المقاومة في قطاع غزة افرغت هذا التفوق من مضمونه ودفعت رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي كوخافي للحديث عن احتمالات الحرب، والهدنة مع قطاع غزة باعتبارها اولوية للكيان تفوق في اهميتها ملف التطبيع الذي يتحدث عنه نتنياهو، ويشغل بعض الكيانات العربية.
ختامًا، وفي نهاية العرض يعاني الكيان داخليا وخارجيا الامرين، فلماذا يصر بعض العرب على مد يد العون اليه؟ ولماذا يصر بعض العرب على مد يد التطبيع؟ إنه سؤال مشروع ومحق. لماذا وما الغاية؟ هل الامر يتعلق بمصالح حيوية حقًّا أم أن الامر جلل يقترب من الردة الحضارية والثقافية؟ إنها اسئلة محيرة بحق.
السبيل الأربعاء 25/ديسمبر/2019