لا خيار للأتراك إلا التدخل في ليبيا
يبدو ان الرئيس التركي، رجب طيب اردوجان، عازم على ارسال قوات عسكرية الى ليبيا، فحكومة الوفاق بقيادة السراج طلبت المساعدة، والرئاسة التركية احالت الطلب على البرلمان، وفي غضون اسبوعين ستأتي الموافقة.
معادلة الاتراك تقول إنهم لن يسمحوا بسقوط حكومة السراج في طرابلس، والقصة ليست «بكونهم اقرب ايدولوجيا» للاتراك، فالامر يتعلق بالطرف الآخر «حفتر وداعموه» الذين يريدون استهداف تركيا من خلال البوابة الليبية.
دخول روسيا على خط المعارك من خلال قوات «فاغنر» المرتزقة أخل بالتوازن الميداني، وهنا يمكن فهم القرار التركي بإرسال مساعدة عسكرية عاجلة وممنهجة إلى طرابلس.
ما يجري في ليبيا خطير ومعقد، فالصمت العالمي مع هجوم «حفتر» على الحكومة الشرعية يثير اسئلة كبيرة عن حجم التواطؤ وخلفياتها.
بتقديري ان دخول الاتراك على الملف الليبي، وارسالهم المساعدات العسكرية سيحقق توازنا كبيرا بين القوى المتصارعة، وسيحمي الشرعية، كما انه سيعزز مسار برلين التفاوضي وسيعطيه جرعة حياة.
دخول الاتراك يشكل حبلا سريا لإنقاذ ارادة الشعب الليبي، فالطرف الآخر يريد حكما عسكريا دكتاتوريا، وللاسف هناك عواصم عربية ترمي بثقلها نحو ذلك.
زيارة الرئيس اردوغان الى تونس اثارت حلفاء حفتر بشدة وافقدتهم اعصابهم، فهناك خشية من انضمام تونس والجزائر الى محور دعم الحكومة الشرعية، مما يفقد اطرافا اخرى قيمة دعمها للجنرال المتمرد.
ختاما، تركيا عازمة ولن تتراجع عن الاشتباك بالملف الليبي، فقد عبث داعمو حفتر بمصالح انقرة، وامنها الحيوي من خلال الملف الليبي، وهنا يظهر منطق اردوغان الذي لا يعرف المساومة او التردد.
السبيل
السبت 28/ديسمبر/2019