الاختلاف
هل يمكن للحياة أن تكون بلا اختلاف؟ لا أعتقد. والدليل على ذلك أن ابني آدم حينما كانا ثالث ورابع ستة على هذه الدنيا الشاسعة اختلفا. لم يكن هناك سوابق تاريخية لذلك الاختلاف. لم يكن هناك ثارات. لم يكن هناك نزاع على الأرض، فالأرض كلها كانت لهم. لم يكن هناك اختلاف على الدين أو المنهج. كان هناك عاملان رئيسيان يعززان الاختلاف ليصبح دمويا: النفس وإبليس.
تلك النفس الطامحة الجامحة التي تريد الاستحواذ على كل شيء، تلك النفس التي غلبت صاحبها ولم يغلبها، وقادت صاحبها ولم يقدها، وأغوت صاحبها ولم يلجمها. وإبليس الذي ينتظر الفرص السانحة فينفخ على الرماد حتى تصبح نيراناً مستعرة، ويزين الباطل حتى يُعتقد أنه حق أبلج، وينفث في نفس الإنسان أنه دائما على الحق، وأن مصلحته هي المصلحة العليا، وأن الآخر إنما يريد به شرا، وأن يغمطه حقه ويأخذ ما في يده.
السؤال الآخر هو هل يمكن أن يكون هناك اختلاف بلا دم؟ نعم. هذا ما يجب أن نتعلمه. إدارة الاختلاف، وتقبل وجهات النظر الأخرى ما دامت في حدود الاختلاف. الاختلاف لا يفسد للود قضية، لا يجب أن يبقى
شعارًا فقط.
السبيل
السبت 28/ديسمبر/2019