لماذا غاب خبر مرض المجالي عن وسائل الإعلام ؟

تم نشره الإثنين 04 نيسان / أبريل 2011 06:45 مساءً
لماذا غاب خبر مرض المجالي عن وسائل الإعلام ؟

المدينة نيوز - خاص - محرر الشؤون المحلية : - يرقد في مستشفى عمان الجراحي هذا الأوان رجل يجمع كل الاردنيين الذين اختلفوا معه أو اتفقوا أن آثاره في الحياة السياسية الأردنية لا يمكن أن تمحى من الذاكرة ، فأنت عندما تشتري دواء فإن عبد الهادي مر عليه لأن قانون الدواء سن في عهده ، وأنت حينما تذهب لترخيص سيارتك فإنك تتعامل مع تعليمات ما زال بعضها حاضرا أصدرها وهو مدير للأمن العام ، أي أن رجلا بمواصفاته متجذر جدا ، رغم أن الحياة السياسية متقلبة مثل القدر تماما الذي هو بين أصبعين من أصابع الرحمن كما قال الرسول عليه السلام .
كنا في المدينة نيوز قساة جدا على الباشا ، وتناولناه في أكثر من موطن بالنقد واللوم والمؤاخذة ، غير أننا نشهد بأنه لم يسبق أن تقدم ضدنا بشكوى " رسمية " وإن كان أحد ابنائه كاد يفعل ذلك في تقرير ما .
وإذا كان من بد للعودة لسيرة رجل يجب أن يذكر الآن ، ونتمنى من الله تعالى أن ينعم عليه بالشفاء والعافية ، فإنه لم تكن علاقته بالسلطة التنفيذية سالكة دائماً، اذ يتذكر الاردنيون ان الباشا و "رفاقه " في مجلس النواب وضعوا عصيهم الغليظة أمام عجلة حكومة الدكتور عدنان بدران عام 2005 واجبروا الرئيس على اجراء تعديل على حكومته قبل تقدمها ببيان الثقة، مما جعل العلاقة ساخنة باستمرار بين الدوار الرابع والعبدلي، لحكومة كانت الاقصر عمرا ًفي ربع القرن الاخير في الحياة السياسية الاردنية .
منذ تخرج من كلية الهندسة في جامعة بغداد في منتصف الخمسينات، لم يكن هذا المهندس الكركي قد حدد مساره في الوظيفة والحياة بعد.
عبدالهادي المجالي الذي ولد عام 1934، اكتشف أن الطموح الذي يعيش داخله، اكبر كثيرا من أن تعبر عنه شهادة الهندسة التي يحملها، فانتسب للجيش العربي وتدرج في الرتب والمواقع، ليصبح فيما بعد رئيسا لهيئة أركانه المشتركة قبل أن يتولى مهمة قيادة جهاز الأمن العام.
رغم انه عمل سفيرا للأردن في الولايات المتحدة، ورغم توليه مسؤولية حقيبة وزارة الأشغال العامة والإسكان في حكومة الرئيس عبد الكريم الكباريتي، إلا أن لقب "الباشا " ظل مرافقا له، متغلبا على كل صفاته وألقابه الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية، وان تسرب إلى حياته العامة بين فترة وأخرى لقب "معالي " .
هذا الكركي القادم للعمل السياسي من صفوف المؤسسة الأمنية والعسكرية، ظل قادرا على الإمساك بطرفي المعادلة، حيث اعتقد البعض أنهما طرفان لا يلتقيان، إلا عند المنعطفات المصيرية الخطيرة.

بعد سنوات طويلة من العمل في الوظيفة الرسمية بشقيها العسكري والمدني، قرر المهندس "الباشا "هجر الوظيفة الحكومية وحجز لنفسه مقعدا في مجلس النواب، ظل يشغله منذ المجلس الثاني عشر عام 1993.
يملك قدرة لافتة للنظر في نسج تحالفات سياسية وانتخابية، تربك منافسيه، وتحطم التابوهات المغلقة التي كانت سائدة تحت القبة، أو في الطريق إليها، قبل أن يقرر الجلوس الدائم على كرسي رئيس مجلس النواب.
لا ثوابت في السياسة ولا ثوابت في التحالفات، هكذا فهم الباشا المعادلة، وتعامل معها تحت القبة وخارجها، وصار على الحكومة، أي حكومة، أن تقرأ جيدا ملامح الأجندة السياسية لمعالي الباشا قبل أن تتقدم ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مرحلة ظل الرجل فيها قادرا على تحريك رياح المجلس في الاتجاه الذي يراه ..
الذين يعرفون معالي الباشا عن قرب يؤكدون أن تكشيرته لا تلازم ملامح وجهه دائما، وربما يكون الرجل قد اكتسبها من طبيعة وظائفه السابقة، التي كانت تتطلب شيئا من الجدية والصرامة، لكن الباشا يضحك كثيرا في مجالسه الخاصة، ويضحك أكثر وهو يرسم مع المقربين منه ملامح المشاهد الساخنة التي يصرون على نجاحها .
اعتقد كثيرون أن حل مجلس النواب الرابع عشر كانت بنظر كثيرين " الضربة القاضية " لرجل يصر أنه ما زال قويا ممسكا بتلابيب اللعبة مع أن من بين عشيرته من خرج يقارعه حزبيا وسياسيا و " عشائريا " .
بعد عودة الحياة الحزبية مطلع التسعينات من القرن الماضي، ذهب عبد الهادي المجالي مثل غيره من النخب وقادة الصالونات السياسية، إلى تأسيس حزب أراد من خلاله تقديم رؤاه وبرامجه السياسية، فولد حزب العهد الذي صارت له جريدته أيضا، وبعد أن اكتشف الباشا أن حجم طموحه السياسي اكبر من ذلك بكثير، تبنى إشهار مبادرة نجحت في دمج تسعة أحزاب وسطية، ليلد من رحمها الحزب الوطني الدستوري حيث شغل منصب الرئيس في هيكله التنظيمي، وصار مرجعية سياسية وأخلاقية لأعضاء الحزب، الذي أراد له مؤسسوه أن يفرد جناحيه على مساحة الوطن كله، غير أن الحزب تعرض لانشقاقات عديدة وغادرته شخصيات بارزة لم يستطع الرئيس الاحتفاظ بها داخل بيته الحزبي .
أحيانا كان عبد الهادي المجالي يقود سفينة المعارضة داخل المياه الإقليمية للحكومة وفي أحيان أخرى يتوحد المساران حين تتطابق الرؤى والمصالح والاجتهادات، رغم ان اجندة الباشا تملك خصوصيتها الدائمة في قراءة اتجاهات الريح التي تحرك اشرعة القوارب المتقاطعة ، فالمصالح كالأمواج ، تروح وتجيئ ، وأيضا : تتقشر بفعل المد .
هو طريح سرير الشفاء هذا الاوان ، ويتواجد إلى جانبه على الدوام شقيقه عبد الحي ، ولا يكاد يفارقه البتة النائب فواز الزعبي الذي يزوره مرتين يوميا في الصباح والمساء ، ولقد زارته المدينة نيوز ، وستفعل مرة أخرى إلى أن يشفيه الله تعالى ، وزاره كل رؤساء الحكومات والنواب والأعيان ، وحري بالإعلام الذي كان بعض رموزه لا يفارقون مكتب الباشا أن يذكر رجلا كبيرا بحجمه ، اختلفت معه أو اتفقت .. لأن هذا التعتيم على خبر مرضه غريب وعجيب ..


وألف سلامة عليك يا باشا .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات