الوعي الإعلامي والتضليل الإعلامي !!!
النقد هو التمييز بين الاشياء فان نقد النقود يعني انك ميزت الجيد منها والمزيف، والنقد ايضاً هو المناقشة في مسألة ما، كذلك نقد اخلاق الاخرين وبيان ما يتحلون به من صفات حميدة وصفات، سيئة لذلك قالوا ( إن نقدت الناس نقدوك وإن تركتهم تركوك ).
والاعلام يقدم الاخبار الدقيقة الصادقة للناس والحقائق التي تساعدهم على ادراك ما يجري حولهم، لتكوين الاراء الصائبة في كل ما يهم الوطن والمواطن، وحتى لا يترك الامر للآخرين من اعداء الوطن الذي يسعون لخلق ازمة.
ولا بد من وجود مشروع التربية الاعلامية كمشروع دفاع لحماية الوطن وفئات المجتمع والشباب من كافة انواع المخاطر التي استحدثتها وسائل الاعلام الحديثة، ولكشف الوسائل المزيفة التي يسعى القائمون عليها الى تشكيل وعي اعلامي مزيف.
اذن علينا تمكين شبابنا واعدادهم لفهم الثقافة الاعلامية التي تحيط بهم وآلية الانتقاء والتعامل معها والمشاركة، اي اننا نعد شبابنا ليعيشوا في عالم الصورة والصوت والكلمة، واكسابهم المهارات الاتصالية والفكرية وتحصينه من المؤثرات السلبية، اي نحقق وعي اعلامي ونحصنه من التضليل الاعلامي.
ومن جانب آخر فأن الحياة لا تستقيم ولا تتقدم ولا تتطور الا بطرح الرأي الحقيقي والصادق والمبني على تحليل وتقييم علمي، والذين يشيرون الى الخطأ اياً كان هم يقصدون التنبيه وقرع الجرس، فالاشارة الى الخطأ هو تنبيه باعتباره الكفة الاخرى التي ستعدل الميزان.
والهدف من عملية النقد البناء هو رغبة بالاصلاح ومنع تراكم الاخطاء وهذا حرص وانتماء الى المجتمع والوطن.
والذين يخافون من النقد البناء ويتآلفون مع خوفهم من طرح ارائهم وافكارهم يصل الى درجة ان يصبح الخوف من طبيعتهم.
فهناك كثير من الجهات والمؤسسات تخطيء في اداء عملها وتقصر في اداء واجباتها ومهامها الرئيسية حكومية كانت او خاصة، فيطالها الانتقاد عبر كافة الوسائل والتقنيات الحديثة منها التواصل الاجتماعي ومن اصحاب الاختصاص.
وحتى لا يعم الخطأ ولتدارك عملية الاصلاح مبكراً والنقد ايضاً ينصب على انتقاد السلوك رغبة في تصويب المسار، وعندما يحدث الخلط بين الامور يتولد الصراع الذي نحن في غنى عنه، وترتفع وتيرتها وحدتها لدرجة التهجم الشخصي المبالغ فيه وتصغير الآخر وتسفيه فكره.
وأما أن نقف موقف المتفرج من الذين اخذوا من منازلهم منصات اعلامية للهجوم والنقد الكاسح على شخصيات الوطن وسياساتنا، وبأسلوب تهجمي وصدامي وخلق فتنة مجتمعية، وكأن كل من في هذا الوطن فاسد الا هم بحد ذاتهم فان ذلك فوق قدرة تحمُل كل شخص منتمٍ لهذا الوطن، خاصة من يجاملونهم من المغردين والمغردات.
ولا بد للتصدي لهم بأسلوب او بآخر بعد توفير كافة المعلومات الصحيحة والحقائق التي تدحض تلك الافتراءات، والنقد مطلوب لتصويب مسار عمل او اداء فيه قصور او فساد، لاصلاح الخلل او تطوير الاداء.
الدستور -