«18» ألف منزل مقدسي مخطرة بالهدم
عند سماع هذا الخبر المتعلق بسياسة التطهير العرقي، التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني في الاراضي الفلسطينة المحتلة، وفي طليعتها القدس الشرقية المحتلة ، عاصمة دولة فلسطين المحتلة،فان اول ما يتبادر الى الذهن،ضرورة الدعوة الى تدخل دولي حاسم ورادع ،يمكن ان يحمي هذا العدد الهائل من منازل الفلسطينيين الذين بنوها بحبات العرق ،وبجهود ذاتية ،ودفعوا تحويشة العمر لبنائها لإيواء عائلاتهم وأسرهم ،ومنع جرافات الاحتلال من الوصول اليها ونهشها بانيابها وتدميرها وجعلها ركاما وحطاما ،ويضيع تعب السنين والايام في لحظة لم تكن في الحسبان،ويتحول الساكنين فيها الى تائهين هائمين على وجوههم في العراء ،دون مأوى فوقهم ولا تحتهم .
هذا العدد الضخم من البيوت والمنشآت المهددة بالهدم،تعادل مدينة كبيرة ،يقطنها اكثر من مئة الف نسمة ،اذا نفذت سلطات الاحتلال تهديداتها سوف تصبح اثرا بعد عين ،ويهيم عشرا الالوف من الفلسطينيين في كل مكان ،واذا مضت قوة الاحتلال بهذه السياسة ،التي سوف تطال جميع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية لاحقا ،فان تفريغ الاراضي الفلسطينية بهذا الاسلوب الاقتلاعي التدميري ،سوف يصبح نهجا احتلاليا متبعا ،ان لم تجد رادعا دوليا قويا يوقف هذه السياسة الاجرامية.
يجب التحرك سريعا عبر جميع المنظمات والهيئات الدولية ،ودول العالم المؤثرة وتحريك الجهود السياسية العربية والاسلامية المشتركة لمنع حدوث هذه المجزرة غير المسبوقة في التاريخ البشري،ولا بد من التصدي لها بكل الوسائل والامكانات لحماية ممتلكات المواطنين الفلسطينيين وتمكينهم من الثبات والصمود في ارضهم ومنازلهم .
الى جانب اخطارات الهدم الجماعي للبيوت والمنشآت الفلسطينية ،هماك تهديدات وزير الحرب والعدوان الصهيوني ،بتسجيل اراضي في الضفة الغربية بأسماء المستوطنين ،وهذا يعني ان تلك الاراضي اصبحت «اسرائيلية» بشكل تلقائي،دون الحاجة لسن قانون الضمة والسيادة الاحتلالية عليها ،لان مجرد التصرف بها ضمن القوانين والانظمة الاحتلالية ،فهذا يعني انتزاعها من اصحابها الشرعيين وتحويلها لملكية المستوطنين الغزاة ،بقرار رسمي من حكومة الاحتلال .
الاستعجال غير المسبوق في عملية الاستيلاء على الاراضي في الضفة الغربية المحتلة ،وتفريغها من سكانها الشرعيين وزراعتها بالمستوطنات والسمتوطنين ،ويوازي ذلك هجوم كاسح على الارض والمنزل والانسان في القدس الشرقية المحتلة لتفريغها ايضا من الوجود الفلسطيني ،بكل تأكيد يخفي وراءه اهدافا صهيونية استراتيجية ،ذات صلة مباشرة بالمشروع التاريخي الصهيوني الذي سوف تصل شظاياه مساحات اكبر بكثير من مساحة فلسطين المحتلة.
خطورة سياسة الاحتلال هذه ،وما يترتب عليها من نتائج كارثية على فلسطين ومحيطها ،يتطلب تحركا عربيا جماعيا سريعا وجادا على المستوى العالمي ،والعمل على انقاذ ما يمكن انقاذه ،وعدم الاعتماد على المحكمة الجنائية الدولية فقط،لانها تتحرك بعد وقوع الحدث .
يجب ان يقتنع العالم ،بأن كل ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة ،يهدف الى تفريغ الارض من السكان الفلسطينيين والاستيلاء عليها لصالح الاستيطان ،وان جميع الحجج الامنية والدفاع عن النفس التي تسوقها كاذبة وواهية وباطلة.
الدستور -