إسرائيل المستفيد الأول
استعراض سريع للصراعات والحروب التي ضربت الجغرافيا العربية خلال السنوات القليلة الماضية، نجد ان العدو الصهيوني هو المستفيد الاول من هذه الحروب، لا بل ان هذه الكوارث التي ضربت الامة كلها من الماء الى الماء، كانت بمثابة الهدية من السماء للعدو. اذ وفرت له فرصة تاريخية لرفع وتيرة العدوان على الشعب الفلسطيني, رفع وتيرة التطهير العرقي، لفرض الامر الواقع، من خلال تهويد الارض والقدس وتقسيم الاقصى، فشمل الجحيم الصهيوني البشر والشجر والحجر..وفي هذا المقال السريع سنشير الى كارثتين خطيريتن زلزلتا الامة وهما:
الاولى : الزمهرير العربي الذي تجسد في نشر وباء «داعش» والتكفيريين على امتداد الارض العربية والعالم بأسره.
الثانية: الصراع بين اميركا وايران وتداعياته الخطيرة على المنطقة..
ففي الكارثة الاولى، ونعني وباء داعش والخوارج، الذي انتشر فيروسه القاتل، بفعل ودعم ومساندة اميركا،كاداة لنشر الفوضى الهدامة في المنطقة العربية لتدميرها، واعادة رسم الخرائط، بعد ان فقدت «سايكس-بيكو» صلاحيتها...وخلق شرق اوسط جديد، من ابرز ملامحه اقامة دويلات طائفية متناحرة..متقاتلة...
هذه الحرب التي استباحت الارض العربية، دمرت اهم ثلاث دول في المنطقة، تشكل محور التصدي للعدو الصهيوني ونعني : مصر وسوريا والعراق، كما دمرت ليبيا والصومال واليمن، ونشرت الذعر في كل اجزاء هذا الوطن المستباح، بعد ان خطفت الاسلام السمح،والصقت به تهمة الارهاب.. ومارست القتل على الهوية، وحولت اهم المدن واجملها الى اطلال وخرائب.. ينعق فيها البوم.
ولعل ابلغ دليل على ان العدو الصهيوني هو المستفيد الاول من هذه الكارثة، هو ان هؤلاء الدواعش لم يطلقوا رصاصة واحدة على اسرائيل، لا بل قام العدو باستقبال جرحاهم في مشافيه.
اليس هؤلاء بنادق للايجار ؟؟
فاذا ما انتقلنا الى المفصل الثاني في هذا المقال ونعني الصراع بين اميركا والعراق واستباحة الارض العربية..
فلقد اكدت الاحداث الاخيرة ان للعدو الصهيوني يدا في تفجير هذا الصراع الى حرب كادت ان تزلزل منطقة الخليج.. بدليل ان «بومبيدو» وزير خارجية القرصان « ترامب» اشاد بدور اسرائيل في اغتيال الفريق سليماني، خلال محادثة طويلة استمرت ساعتين مع الارهابي « نتنياهو «... وهو العدو الاول المشترك للحليفتين اميركا واسرائيل باعتراف كبار المسؤولين في كلا البلدين..
ومن ناحية اخرى فقد عمل «نتنياهو» بدهاء وخبث ومكر يهودي لا مثيل له على اقناع « ترامب» بالخروج من اتفاقية الملف النووي الايراني، وكان له دور كبير بدفعه الى اصدار قرار اغتيال سليماني..
باختصار..
العدو الصهيوني هو المستفيد الاول من الحروب والكوارث التي ضربت الجغرافيا العربية، ولا تزال تنذر بالاسوأ في ظل وجود قرصان اميركي احمق اسمه « ترامب» يسير في ركاب الصهيونية.. ويعمل على خدمتها بأقصى ما يستطيع.
وللحديث بقية..
الدستور