محمد هاشم غوشه وجائزة الملك فيصل
أعلنت جائزة الملك فيصل العالمية، فوز الدكتور المؤرخ محمد هاشم غوشه بجائزتها العالمية، في حقل الدراسات الإسلامية، عن دراساته المتعلقة بتاريخ القدس في شتى جوانبها التاريخية والسياسية والعمرانية والاجتماعية والثقافية، وهو فوز مستحق للمؤرخ الأردني المقدسي المنبت والأصل.
يجمع محمد غوشه وقد عرفناه منذ أكثر من عقدين، صفة الدماثة والتواضع والموضوعية، والتحري الدقيق للمعلومة، وقد افاد كثيرا من عمله في الوثائق الفلسطينية وبخاصة سجلات المحاكم الشرعية، وحين كان مديرا لمؤسسة التراث الفلسطيني اشتغل على رقمنة السجلات والوثائق، واصدر مؤخرا عملا جباراً هو الموسوعة الفلسطيينة باللغة الانجليزية، كما اهتم بالصور التاريخية.
رشحت مؤسسة عبدالحميد شومان لجائزة الملك فيصل، وهو ترشيح مقدر من المؤسسة الثقافية العربية الاردنية المنضبطة بدقة الاختيار، والتي تمارس دورا هاماً في البحث العلمي والمشهد الثقافي، ومن حقها الفرح بنتيجة ترشيحها.
وعلينا أن نشكر جائزة الملك فيصل لموضوعيتها أولاً، ولمحافظتها على مستواها العلمي الموضوعي ثانياً، لأنها لا تسمع لكلام المغرضين والحاسدين من العلماء بحق غوشه، وممن يدعون الموضوعية، ذلك أني علمت من احد الزملاء بأن اعمال غوشه العلمية وصلت لمحكّم، راح يقدح بغوشه أمام زائريه ويتهمه بما ليس فيه، ويلوكه بلسانه، وبالضرروة فإن تقريرا مرسلاً عن أعمال غوشه من جانب هذا المحكم الكاره له، لم يكن ايجابياً او أنه لم ينسب بمنحه الجائزه، ولكن يبدو أن موضوعية المؤسسة المانحة للجائزة أكثر عقلانية واكثر حيادية، ويبدو انها قرأت ما بين السطور، التي لا تشف إلا عن تباغض العلماء وتحاسدهم في الدنيا، وهذا أمر ليس بجديد.
لقد بذل غوشه وقتا كبيراً من حياته لدراسات التاريخ، وأصدر اعمالاً له فيها نصيب المجتهد والباحث المثابر، قد يختلف معه المرء في شيء وقد يتفق، ولا انسان معصوم عن الخطأ، لكن اتهام الناس والنيل من علميتهم ومسعاهم، هو أمر خطير ويستحق الوقوف ضده بجدية لحماية اخلاق العلم والمعرفة، التي يجب ان يكون عنوانها الحياد والموضوعية والدقة في الأحكام.
محمد غوشه مؤرخ مقاوم من اجل عروبة القدس وهويتها، يتمع بالاخلاق والتواضع ويمنح من يأتيه ما يحتاج من وثائق موجودة عنده، هذا في الوقت الذي فيه من يحسدونه ثاوون في مربع الكره والحسد، وبينما العدو الصهيوني يجهد لتزوير تاريخ فلسطين وتذويب هويتها، اعتكف محمد هاشم غوشة بين الكتب والمراجع والمخطوطات سنوات مديدة ليرصد ويوثق تفاصيل تثبت عروبة فلسطين، ساردا إياها في أكبر موسوعة كتبت باللغة الإنجليزية، ليضعها بين يدي عالم لا يحترم إلا الوثائق والشواهد، وقد وصلت موسوعته إلى مختلف مكاتبات العالم، فألف مبروك له نيل جائزة الملك فيصل العالمية.
الدستور