النواب بين الفضل والجناية
كشفت خطابات بعض النواب في نقدهم للحكومة في خطابات نقاش مشروع قانون الموازنة، عن مهارات عدّة في الخطابة، وعن اخفاقات مهولة، وعن بؤس وضعف لغوي مخيف.
كيف نتحدث عن حماية اللغة العربية، وجودة التعلم والتعليم ونرى بعض الخطابات التي كتبت بصورة جيدة، لكن القراءة كانت عند البعض ركيكة، والمصيبة حين يكون الارتجال، ويتم القضاء المبرم على قواعد اللغة حتى أنّ أبا بكر الرازي صاحب معجم «مختار الصحاح» بات ليالي الثقة منزعجاً في موته من الحيف الذي جرى على اللغة.
في المقابل، هناك كلمات موزونة، ومستدركة لغويا، ومصاغة ومسبوكة بشكل جيد، وكانت تصب في الصالح العام، لكن الصورة العامة في خطاب البرلمان على التصويت على الموازنة كانت صورة مليئة بضعف اللغة ومهارات الخطابة، لكنها مليئة بأحمال وطنية في جوانب أخرى.
صحيح أنه غير مطلوب من النائب أن يكون فقيهاً لغوياً، وأن لا ينافس المرحوم ناصر الدين الأسد في بيان لغته، أو يُزعج رئيس مجمع اللغة العربية د. خالد الكركي في خدش اللغة، والمسّ بها كون المجمع مُكلّف بحراستها والذود عنها، لكن كان بإمكان البعض الاختصار والتلطف كي يدرأ الخطأ واللحن ورفع المجرور ونصب المرفوع.
أمّا القضايا التي أثيرت وطنياً، فهي في موضوعات تستحق التقدير والشكر من قبل النواب وعلى رأسها محاربة الفساد وحماية الحريات ووقف التعسف في سلطات الحكومات، ومراجعة السياسيات المالية.
كما أظهر النواب مواقف جيدة جداً في الدفاع عن حقوق الناس واوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ومطالب الخدمات العامة، والناس بحاجة لإيصال مطالبهم وصوتهم.