الحاوي
..وأحاولُ يا دربَ الظُّلمةِ أن أتقمّصَ دورَ الحاوي..أرفعُ قبّعتي وأدسُّ العالمَ فيها..! وأخضُّ أخضُّ..لأخرجَ نوراً يكفي لخُطاي..الحاوي اللاعبُ في الشرقِ الأوسطِ يعرفُ إني عبدٌ يتقنُ فنّ البطحةِ؛ فنَّ الدمعِ المسحوب من العينينِ وتحتَ حسابٍ لقضايا قادمةٍ..يعرفُ إني استمرئُ (شوشرتي)..وأُعيدُ دمي كي يلعبَ فيه الأحمرُ والأصفرُ والأبيضُ والأسودُ..والحاوي يضحكُ حين يحاصرني قوسُ قُزح..
ضاعت أوطاني ؛ والحاوي يحلفُ أيمانَ التيه بأن الأوطان تعودُ بفركِ أصابعه..ضاعت كلُّ أصابِعنا..قُطِّتِ الأرجُلُ..ضاعَ المشيَ وحاوينا المغرومُ بنا ؛ أحضرَ من كلّ جهاتِ الكونِ بقايا نارٍ ..جمّعَ أحطاباً ناشفةً تملأُ أشواقَ الأوطانِ وأشعلَها..لا البردُ تذاكى وسلامُ الحاوي لم يُحضرْ رشفةَ ماء..
يا حاوي اللعناتْ..يا سارقَ حتى لغتي ..يا الراسمُ قدري بالكلماتْ..يا من مَعْجَنتَ الروحَ الشرقيّةَ بالصفقاتْ..يا من حوّلتَ أسودَ بلادي في وضحِ الشمسِ أرانبْ..يا من أدخلتَ الأمّةَ في خُرمِ الإبرةِ ثمّ تكاسلتَ بأن تخرجَها..بقيتْ عالقةً من غيرِ مواهبْ..يا حاوي الذُّلِّ لقد أفسدتَ غيومَ الله علانيةً وتركتَ الحبلَ على الغاربْ..!
إني الحاوي..لا أعرفُ كيف أعيدُ لرأسي قبّعتي..لكني أعرفُ كيف أسابقُ هذا الزمنَ الهاربْ..وأعودُ لخرمِ الإبرةِ دونَ شواربْ..؟!!
لدستور