الصدر وآخر ورقة توت !
قلنا ذات مقال : إن زعيم التيار الصدري بات اداة ايرانية بامتياز ، ولقد تجلى ذلك يوم الجمعة التي دعا فيها تياره الى مليونية لطرد القوات الامريكية من العراق ، وهذه المليونية كشفت ما خفي على عموم العراقيين بشأن الصدر وحقيقة ارتباطه بالايرانيين جسما وروحا وموالاة ..
لماذا نقول ذلك ؟؟..
يوم الجمعة خرجت التظاهرة الموعودة التي شارك بها الحشد الشعبي بعسكرييه ومدنييه ، وشارك بها عشرات آلاف العراقيين الذين يرفضون الوجود الايراني بالتوازي مع اي قوة اجنبية ، معتقدين بانها تظاهرة لا بد منها لعدم افشال الصدر المحسوب على الشيعة العرب ، ليفاجأوا بان كل الترتيبات في المظاهرة تم تفصيلها على مقاس ايران بحيث بدأت الهتافات ضد القوات الامريكية فقط متناسية الحشد الايراني واي قوات ايرانية تم دمجها في سلك الجيش او الامن او اي من القطاعات العسكرية والفرق المسلحة ، فاختلط الحابل بالنابل ، وانتهت المظاهرة باعلان الصدر وقف مشاركة انصاره في الثورة الشعبية ، وبالفعل انسحبوا بالجملة .
بعد هذا الإعلان " المفاجأة " بدأت القوات الامنية بتنفيذ الخطة التالية وهي اخلاء الساحات من المتظاهرين الذين هم من خارج تيار الصدر وانصاره المنسحبين اصلا ، وبالفعل ، قام مسلحون ملثمون يتبعون الحشد الايراني باحراق خيم المعتصمين في عموم المحافظات وتفريقهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع من المكتوب عليها " صنع في ايران " ، ليسقط قتلى وعشرات الجرحى .
التنسيقيات - بدورها - اصدرت بيانا اتهمت فيه الصدر بالخيانة واصفة اياه بأنه " العوبة " بيد الايرانيين بعد أن امر بسحب انصاره من ساحات التظاهر بدون سابق انذار ، ومن هنا بدأت عمليات الكر والفر واطلاق الرصاص الحي في نفس الوقت الذي غرد فيه الصدر مبديا غضبه من اتهامه بخيانة الثورة وقاطعا وعدا بانه لن يتدخل بعد الآن في الحراك الشعبي سلبا او ايجابا ، مما اعتبره الثوار سقوطا لآخر ورقة توت عن " الزعيم ".
هكذا هو الأمر في بلد يطمح شعبه العربي الأبي في التحرر من التبعية والاحتلال ، ولكن الطبقة الدينية والسياسية العراقية تدور في فلك آخر ، لأن انتصار الثورة يعني انتهاء هذه الجهات وتلاشيها وهو ما لا يقبله أي من هؤلاء حتى لو كان الثمن اشتعال حرب اهلية في الوسط والجنوب .
اعان الله العراق وكتب لاهله العرب الغيارى الطيبين السلامة والتحرر من التبعية والاحتلال الفارسي البغيض واي احتلال مهما كان لونه وجنسه وشكله ليعود العراق كما كان مثلا يحتذى في الأمن والامان والتعليم والصحة والقوة .
أما إذا استمر سلوك الميليشيات والقوات الامنية على هذه الوتيرة .. فنحن بالتأكيد على موعد مع تيارات مسلحة تشبه تيار داعش ولكن بنكهة شيعية هذه المرة
جي بي سي نيوز