سيد ترامب.. لم تنجَز المهمة بعد ولن تنجَز
في احتفاليته التي أقامها تحت رعاية الإرهابي نتنياهو، وبحضور سفراء الإمارات والبحرين وعُمان!! اعتقد السيد الأهوج دونالد ترامب أن المهمة قد أُنجزت، وأن النصر قد تحقق بإعلان صفقته.
ورغم استعداد معظم العرب لدفع الفلسطينيين للموافقة للتعاطي مع الصفقة، ورغم استعداد بعضهم لدفع المليارات لذلك، فإن كل هذا الهراء لن يتقدم خطوة واحدة دون موافقة صاحب القضية.
المهمة القذرة لم تنجز ولن تنجز طالما رفض الشعب الفلسطيني ومن ورائه الشعب الأردني تلك الصفقة الملعونة.
العرب الذين فقدوا بوصلتهم، وربطوها بأحلام الفتى اليهودي جاريد كوشنر، وزوجته الحسناء ايفانكا، يبدو أنهم يريدون التخلص من شيء اسمه القضية الفلسطينية بكل ما تحمله من رمزية إسلامية وقومية، ويريدون التقدم نحو الفضاء والانفتاح على "عالم ايفانكا الرائع"! فهل يستطيعون التوقيع دون أن يوقع الفلسطينيون؟! لن يجرؤوا! ليس هذا هو السبب، بل لأن توقيعهم لا يساوي شيئًا.
جلّ ما يريدوه العرب الجدد هو القفز على القضية الفلسطينية للتعامل بكل حرية وأريحية مع الكيان الصهيوني!!
هل يهددون بترك الفلسطينيين وحدهم؟ ومتى كان الفلسطينيون المؤمنون بقدسهم ووطنهم وحريتهم، وعودتهم إلى ديارهم، ليسوا وحدهم طوال نصف قرن من الزمان!
ماذا فعلتم في عام 1948؟! ألم تخدعوا الفلسطينيين، وأخرجتموهم من بيوتهم وتعهدتم لهم بالعودة خلال أسبوع، مفاتيحهم شاهدة على ذلك!!
ماذا فعلتم في عام 1967؟! خلال أقل من ستة أيام سلمتم الضفة الغربية والقدس وسيناء والجولان!!
أحد المواقع الجادة كشف أن الرئاسة المصرية عدلت على البيان الذي أعدته وزارة الخارجية حول الصفقة، فشطبت من المسودة كل ما يتعلق بـ"الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية". ماذا يعني هذا؟!
يقول الصحفي البريطاني ديفيد هيرست إنه "لا يجدر بأحد أن يستخف بما يمكن أن يحدث لو انتفض الشعب الفلسطيني من جديد. ولكن لا ينبغي لأحد أن تساوره شكوك إزاء ما يمكن أن يخلفه الإذعان والرضوخ".
ويضيف: "هذه هي المرة الأولى منذ عام 1948 التي يتسنى فيها لجميع الفلسطينيين أن يلموا شعثهم، ويوحدوا صفوفهم. عليهم أن يغتنموا الفرصة، وإلا أصبحوا نسياً منسياً".
السبيل - الجمعة 31-1-2020