كورونا.. والحجر الصحي
المبادرة الملكية بإرسال طائرات الى الصين، والى مدينة ووهان لنقل المواطنين الأردنيين والفلسطينيين المتواجدين هناك سواءً للدراسة، أو للعمل، أو السياحة بعد انتشار فيروس الكورونا ووفاة المئات وإصابة الآلآف ترك أكبر الآثر في نفوس أبناء الوطن وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبذلك كان الأردن من أوائل الدول التي يرسل طائراته لإنقاذ أبنائه، لأن الانسان أغلى ما نملك، واقعاً و ليس شعاراً.
واذا كانت الصين كلها تطلق إشارات الخطر، وأن هذا المرض قد يتحول الى وباء فتاك، وأن العديد من الدول بدأت تظهر بها إصابات، وتتخذ إجرارات لمواجهة هذا المرض، فقد تحركت وزارة الصحة وأعلنت على لسان وزيرها أن جميع الذين سيصلون من أبنائنا في الصين إلى أرض الوطن، سيخضعون الى حجر أسبوعين، وهذا أمر وقائي و اجراء صحي عالمي.
لكن ما يزعجنا بالموضوع أن تقرر الوزارة إعتبار مستشفى البشير الذي يغص بعشرات الألوف من المراجعين يومياً، ويتسع الى المئات من المرضى، مركزاً معتمدا للحجر الصحي، الأمر الذي يهدد حياة المراجعين، ومرضى البشير فيما إذا ظهرت أية اصابة محتملة من الأخوة العائدين بهذا الوباء الخطير.
بالأمس أعلن مدير مستشفى البشير أنه تم تحويل عامل صيني يعمل في مشروع «العطارات» الى مستشفى العزل في البشير للاشتباه باصابته بفيروس الكورونا، وهذا يتنافى مع قدرة المستشفى على تقديم خدماته للمواطنين الذين بدأوا بالتخوف من مراجعة المستشفى وهو الذي يغص يومياً بالالآف، الذين سيحرمون من الخدمات الطبية والصحية.
لقد أحسن الائتلاف الصحي لحماية المريض والذي يمثل العشرات من الجمعيات المعنية بصحة المريض بعقد إجتماع طارئ أمس لتدارس موضوع الاجراءات الصحية لتعامل مع مرضى الكورونا، حيث ثمن القرار الانساني لجلالة الملك عبدالله الثاني بنقل أبنائنا الموجودين في المناطق الموبؤة في الصين الى أرض الوطن، لكن الائتلاف استغرب بشدة أن يكون مستشفى البشير مكاناً للعزل، حيث يزيد عدد مراجعيه يومياً عن الثلاثين ألف شخص كما أعلن عن ذلك مدير مستشفى البشير في الصحف المحلية.
وأكد الائتلاف الصحي بأن إختيار مستشفى البشير قد يعرض المجتمع الأردني برمته للخطورة واحتمال سرعة تفشي الوباء.
الإختيار الأسلم كما يؤكد الائتلاف الصحي اختيار مستشفى أو مكان مناسب للعزل في أحد الاماكن الطرفية في العاصمة مع الإجراءات الصارمة لتعقيم المنطقة.
إننا نأمل أن تتخذ وزارة الصحة الاجراءات مناسبة لتغيير مكان العزل من مستشفى البشير قبل أن تصل أية حالة، حماية لصحة المواطنين.
الدستور