الله يبيض وجهك يا مرزوق الغانم
فارس على صهوة جواده، انه مرزوق الغانم رئيس مجلس النواب الكويتي، يثبت في كل اشتباك مع القضية الفلسطينية ان الشعب الكويتي عصي على الاختراق او التراخي.
كلماته كانت واضحة، وضع وراء ظهره ولم يهتم اميركا "التي حررت الكويت من اعتداء العراق" لم يجامل في قوميته، ولم يعترف الا بفلسطين عربية خالصة.
في الآونة الاخيرة، اصابنا القلق من اندفاع خليجي "بعض الدول" نحو التطبيع، لكن الغانم اثبت وقيادة الكويت ان ثمة قلاعًا في الخليج لا يمكن ان تنحني إلا لله.
مزق الصفقة، وألقى بها في القمامة، تلك رمزية تفاعلت معها قلوب الملايين، واثبتت ان الشعوب لا زالت حائطا تستند عليه الامة في مواجهتها مع تراخي الرسمي العربي وتخاذله امام واشنطن.
"نحن نعرض على المحتلين حُزما مالية، أضعاف ما عرضته صفقة القرن على الفلسطينيين؛ ليعودوا من حيث أتوا، وبهذا فقط ستكون صفقة قرن حقيقية".. بهذه العبارات عبر الغانم عن فهمه لغة ترامب التجارية، وهنا اراد ان يقول لعرب الاموال ان ثمة طريقة مختلفة لتوظيف اموالنا فيها، فبدل ان نغطي الصفقة فلنعرض صفقة اخرى.
ما يفعله الغانم ليس جديدا على الكويت ومواقفها في دعم القضية الفلسطينية، وقد كانت قبل مرحلة الغزو في ١٩٩٠/٨/٢ الحضن الدافئ للعمل الفدائي، وللشعب الفلسطيني؛ حيث كانت حاضنة مدارس منظمة التحرير ومكاتب الفصائل الفلسطينية، ومنتخبات فلسطين الرياضية، وعلى هذا الفكر والسلوك نشأت أجيال الكويتيين، ومن بينهم مرزوق الغانم.
أروع ما في مرزوق الغانم أنه كويتي خليجي، واروع ما فيه أنه مسموع في الدوائر الغربية، والرجل "بيض الله وجهه" يثبت ان في آخر النفق ضوءًا وبارقة أمل.
السبيل