خطط لمواجهة انعكاسات «كورونا»
قد يضطر إتش.إس.بي.سي بنك إلى تخصيص 600 مليون دولار إضافية لتغطية خسائر متعلقة بالقروض وزيادة نسبة القروض الرديئة إذا استمر تفشي فيروس كورونا خلال النصف الثاني من العام الحالي، هذه الإشارة تؤكد تداعيات محتملة لانتشار فيروس كورونا القاتل في الصين ونحو 20 دولة، وبرغم إعلان منظمة الصحة العالمية خلو الاردن من الفيروس، الا ان العالم متشابك تجاريا واستثماريا، وان الصين من اهم واكبر الشركاء التجاريين للاردن الامر الذي ينعكس على الاقتصاد المحلي سواء اعترف التجار او انكروا ذلك فالشحنات التجارية من الموانئ الصينية شبه متوقفة وخسائر التجار ليست محدودة، وقد ينعكس على تحويلات التجار والاعتمادات المستندية المقيدة كلها قد تساهم في زيادة الديون غير المنتظمة لدى البنوك.
إعلان إتش.إس.بي.سي بنك وهو من كبريات البنوك العالمية غاية في الاهمية، ويكشف ان عشرات البنوك الاقليمية ومئات الاقليمية والمحلية ستواجه هذه التداعيات وان عليها اخذ مخصصات كل بنك حسب محفظة التسيهلات الخاصة بالتعاقدات التجارية مع الجانب الصيني، وهذه التداعيات المرتقبة يفترض ان تولى الاهمية الكافية من قبل الدولة الاردنية لتجنيب الاقتصاد اية خسائر جديدة نحن في غنى عنها وعلى الاقل تقليصها الى ادنى مستوى ممكن.
خلال السنوات القليلة الفائتة كانت معالجاتنا لبعض الأحداث والتطورات الاقليمية والعالمية كانت غير منتجة بدءا من الازمة المالية وتداعياتها، وانعكاسات ما سمي زورا بـ الربيع العربي، وتقلبات اسعار النفط والمنتجات البترولية وحروب اسواق الصرف..
تنشغل حكومة د. عمر الرزاز منذ اشهر بإطلاق حزم لتحفيز الاقتصاد، لم تخرج الاقتصاد من التباطؤ كما يجب، الامر الذي يشير الى ضرورة مواصلة الحكومة إطلاق المزيد من حزم التحفيز حتى نصل الى مرحلة تنتشل الاقتصاد من التباطؤ وتحريك عجلة الاقتصاد وتسريع وتائر النمو لمستويات كافية بحيث تزيد الانتاج والصادرات وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين المستويات المعيشية للمواطنين.
يعمل الاقتصاد كمنظومة متكاملة محليا ويتأثر بالتطورات الاقليمية والعالمية.. اقتصاديا وماليا وفي حالات محددة بالتطورات الصحية لاسيما الاوبئة، فالتحوط تجاهها ضروري لتجنيب المجتمع والاقتصاد دفع تكاليف قد تكون قاسية ..وانتشار الفيروس القاتل عالميا مثال حي على ذلك.
الدستور