«برنت» ينزلق الى 55 دولارًا للبرميل
انتشار فيروس كورونا في 20 دولة بعد ان ضرب بقوة في مقاطعة ووهان الصينية وسجل اكثر من 77 الف اصابة و2592 قتيلا، ووقوع قتلى واصابات في عدد من الدول منها ايران وايطاليا، وبرغم الاجراءات المتشددة في الصين وتراجع اعداد المصابين الا ان الخطر لا يزال قائما مع انتشار الفيروس الى دول جديدة، الامر الذي ينذر بعواقب اقتصادية في العالم.
الصين بدورها اخذت قرارات مهمة لتخفيض الأثار الاقتصادية محليا وخارجيا، فقد ضخت بكين مزيدا من السيولة في الاقتصاد وطلبت من البنك المركزي تخفيض هياكل اسعار الفائدة لتشجيع الطلب في الاقتصاد، وهو اجراء تحفيزي مهم في ظل ظروف لا تزال غامضة في ثاني اكبر اقتصاد في العالم وصاحبة اكبر فائض تجاري مع العالم .
من الآثار الصعبة لتفشي فيروس كورونا تعطل حركة الملاحة البحرية في عدد من الموانئ الصينية، ووقف الرحلات الجوية لشركات طيران عالمية واقليمية الى الصين، مما اثر سلبيا على الطلب العالمي للطاقة وانخفض اسعار النفط حيث اقترب خام القياسي العالمي «مزيج برنت» من حاجز 55 دولارا للبرميل مع بداية تعاملات الاسبوع الحالي، واقترب خام القياسي الامريكي الى 51 دولارا في اشارة الى تنامي مخاطر تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتحوط المستثمرين الذين اتجهوا الى الذهب كملاذ آمن وارتفع سعر الاونصة الى 1678 دولارا، ولم تفلح تصريحات امريكية وصينية متكررة في تهدئة مخاوف المستثمرين .
فيروس كورونا تفشى بعد سلسلة من التطورات المالية والاقتصادية وعسكرية ارهقت الاقتصاد العالمي في مقدمتها الحرب التجارية المكشوفة التي شنها الرئيس الامريكي وادارته على الصين وروسيا واوروبا وادت الى كبح نمو الاقتصاد وانعكست على النمو والتجارة الدولية، وسبق ذلك سلسلة من الحروب في مناطق مختلفة من العالم، وهذه الحروب اعاقت التقدم الاقتصادي واثرت على التجارة، وبرغم التحديات التي فرضها فيروس كورونا الا ان واشنطن لا زالت مستمرة في سياساتها العدوانية حيال العالم.
التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي دفعت المستثمرين الى ملاذات آمنة في مقدمتها الذهب والعملات الصعبة على رأسها الفرنك السويسري، وهذا السلوك الاستثماري سيخفض اسعار الطلب على النفط والسلع، والذي بدوره سينعكس على المؤشرات الرئيسية في البورصات واسواق الاسهم التي ستتخلى عن مكاسبها التي تحققت خلال العامين الماضيين، وقد تعمد دول منظمة اوبك وروسيا الى تخفيض حصص الانتاج للدفاع عن اسعار النفط، مما سيؤدي الى عجوز مالية لموازنات عدد من الدول المنتجة والمصدرة للنفط..فيروس كورونا محطة مهمة لكنها سلسلة من حروب يواجهها الاقتصاد العالمي والنفط مؤشر على ذلك.
الدستور