عن محمد الناعم وتغريبة الفلسطينيين والسوريين

تم نشره الأحد 01st آذار / مارس 2020 12:44 صباحاً
عن محمد الناعم وتغريبة الفلسطينيين والسوريين
د.فطين البداد

كان طبيعيا ان يقول التقرير العسكري الاسرائيلي عقب التحقيق بمقتل الشهيد الفلسطيني محمد الناعم الذي " صلبته " جرافة اسرائيلية : إن الشهيد كان ينوي اجتياز الشريط وزرع متفجرات ، وهي " الوصمة " التي تناقلتها وسائل الاعلام في الغرب بعد دقائق قليلة من الجريمة دون التطرق الى ان انسانا قد تم " صلبه " على شفرات جرافة عسكرية .

ووفقا لموقع واللا الاسرائيلي ، فإن سحب جثامين الشهداء الفلسطينيين الى داخل الشريط الفاصل مع قطاع غزة جاء بقرار من المستوى السياسي الاسرائيلي ولم يكن تصرفا فرديا من قبل الجنود ، حيث تبين بأن اسرائيل تسحب جثامين الفلسطينيين لمبادلتهم مع جثامين جنود صهاينة محتجزين .

وإذا كانت مشاهد اللاجئين السوريين ، والمدن والقرى السورية المدمرة بالقصف الروسي وقصف النظام وميليشيات ايران باتت مشاهد عادية في عيون فاقدي الضمير والانسانية في الغرب والشرق على السواء ، فإن مشهد الشهيد الفلسطيني المصلوب لم يحرك ساكنا ولو عبر وسائل الاعلام الغربية ، وعلى كل حال ، فهو لن يقدم ولن يؤخر ولن يضيف على البوم التغريبة الفلسطينية سوى صورة عابرة في كلام عابر كما قال محمود درويش ما خلا ذاكرة الفلسطينيين التي لا تنسى .

الشعب الفلسطيني المختطف من قبل الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير في رام الله ، ومن قبل حماس واخواتها في غزة ، لا يشبهه أحد في الدنيا سوى الشعب السوري الذي يعاني ما عاناه الفلسطينيون من التدمير والاحراق والتهجير والموت ، فبينما تتكالب قوى الظلام الايرانية والقوة الروسية الباطشة على مدنيي سوريا والوطن السوري المحتل ، ها هي درة الدنيا وجوهرتها فلسطين المحتلة تنتظر أن يعلن الكيان المجرم عن ضم ما تبقى منها تنفيذا للصفقة .

يجري قتل السوريين بدم بارد أمام العالم أجمع ، ويجري صلب الفلسطينيين على مشافر الجرافات العسكرية و ابتلاع آخر ما تبقى من وطنهم ومقدساتهم التي هي مقدسات أمة تداعت عليها الأمم حتى الساقطة منها ، بينما يصيح الشعبان الشقيقان المظلومان السوري والفلسطيني : يا وحدنا ، وما من مجيب سوى الصدى !.

" وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81 الاسراء ) هكذا اخبرنا ربنا من فوق سبع سماوات وعليه فسيزهق الباطل لا محالة ، ومن اجل ذلك نختم بقوله جل في علاه : " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( يوسف 21) .

جى بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات