عن محمد الناعم وتغريبة الفلسطينيين والسوريين
كان طبيعيا ان يقول التقرير العسكري الاسرائيلي عقب التحقيق بمقتل الشهيد الفلسطيني محمد الناعم الذي " صلبته " جرافة اسرائيلية : إن الشهيد كان ينوي اجتياز الشريط وزرع متفجرات ، وهي " الوصمة " التي تناقلتها وسائل الاعلام في الغرب بعد دقائق قليلة من الجريمة دون التطرق الى ان انسانا قد تم " صلبه " على شفرات جرافة عسكرية .
ووفقا لموقع واللا الاسرائيلي ، فإن سحب جثامين الشهداء الفلسطينيين الى داخل الشريط الفاصل مع قطاع غزة جاء بقرار من المستوى السياسي الاسرائيلي ولم يكن تصرفا فرديا من قبل الجنود ، حيث تبين بأن اسرائيل تسحب جثامين الفلسطينيين لمبادلتهم مع جثامين جنود صهاينة محتجزين .
وإذا كانت مشاهد اللاجئين السوريين ، والمدن والقرى السورية المدمرة بالقصف الروسي وقصف النظام وميليشيات ايران باتت مشاهد عادية في عيون فاقدي الضمير والانسانية في الغرب والشرق على السواء ، فإن مشهد الشهيد الفلسطيني المصلوب لم يحرك ساكنا ولو عبر وسائل الاعلام الغربية ، وعلى كل حال ، فهو لن يقدم ولن يؤخر ولن يضيف على البوم التغريبة الفلسطينية سوى صورة عابرة في كلام عابر كما قال محمود درويش ما خلا ذاكرة الفلسطينيين التي لا تنسى .
الشعب الفلسطيني المختطف من قبل الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير في رام الله ، ومن قبل حماس واخواتها في غزة ، لا يشبهه أحد في الدنيا سوى الشعب السوري الذي يعاني ما عاناه الفلسطينيون من التدمير والاحراق والتهجير والموت ، فبينما تتكالب قوى الظلام الايرانية والقوة الروسية الباطشة على مدنيي سوريا والوطن السوري المحتل ، ها هي درة الدنيا وجوهرتها فلسطين المحتلة تنتظر أن يعلن الكيان المجرم عن ضم ما تبقى منها تنفيذا للصفقة .
يجري قتل السوريين بدم بارد أمام العالم أجمع ، ويجري صلب الفلسطينيين على مشافر الجرافات العسكرية و ابتلاع آخر ما تبقى من وطنهم ومقدساتهم التي هي مقدسات أمة تداعت عليها الأمم حتى الساقطة منها ، بينما يصيح الشعبان الشقيقان المظلومان السوري والفلسطيني : يا وحدنا ، وما من مجيب سوى الصدى !.
" وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81 الاسراء ) هكذا اخبرنا ربنا من فوق سبع سماوات وعليه فسيزهق الباطل لا محالة ، ومن اجل ذلك نختم بقوله جل في علاه : " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( يوسف 21) .
جى بي سي نيوز