سيد أردوغان..لا تتهور!
كغرقى في مستنقع الضعف العربي تشبثنا بـ»قشة» أردوغان، فإذ به البحر الذي يغرقنا، شهدنا له باحتراف المناورة وتدوير الزوايا، فإذ به يريد اقتطاع جزء من شمال أرضنا العربية السورية، يقصف في الشمال وإسرائيل تقصف في الوسط ومحيط دمشق، صفقنا له وهو يلعن أميركا واسرائيل وإذ بترامب يشيد به ويشد على يده حين قصفت طائراته ودخلت دباباته ومجنزراته الأرض السورية.
نقول للسيد أردوغان..تمهل. لا تتهور يا رجل. لقد عقدنا عليك آمالاً كبيرة في أن تعيد للأمة مجدها ولارضها وحدتها. صفقنا لك منذ سنوات و أنت ترمي أوراق دافوس في وجه بيريز وهو يزور و يكذب وانت تدافع عن فلسطين. مدحناك وانت تنتصر للقدس عندما اعترف بها ترامب «عاصمة موحدة لاسرائيل»، فرحنا و أنت تلفظها «كودس» بكسر الدال، كما يلفظها المرابطون في الأقصى والفلاح الفلسطيني المتشبث بها رغم التنكيل الصهيوني.
إدلب أرض عربية سورية، ليست لحكم أو نظام. اللاجئون بشر وليسوا رهائن ليستخدموا كأوراق ضغط على أوروبا، الناتو ليس حلفاً اسلامياً، شهادة ترامب تهمة لا كرامة.
منذ 2011 وكل المؤتمرات والاتفاقات وقرارات مجلس الأمن تؤكد على «وحدة الاراضي السورية»، فكيف تقول أن قواتك لن تخرج من المناطق التي استعادها الجيش العربي «السوري» في محيط ادلب «السورية «؟ ألا يعني هذا أنها قوة احتلال؟ أولا يعني أنك تتحول من منقذ الى محتل؟
سيد أردوغان : تذكرنا بغرور القوة الذي دفع صدام حسين، وكنا أيضاً نعلق عليه مثلك آمالاً بتحرير فلسطين فاذ به يحتل الكويت. ويوقع العراق و المنطقة في كوارث لم تزل تعاني منها. لا أحد الآن معك في «مصيدة ادلب». تقول لبوتين : تنحى عن مسألة ادلب !! كيف بالله عليك ؟ روسيا منذ بداية الازمة السورية وضعت كل ثقلها في سوريا، ربما ليس من أجل خضار عيون السوريين لكن لأسباب استراتيجية عميقة بعيدة المدى حسبتها بهدوء وليس في حالة غضب وهيجان كما تفعل الآن. فهي ان خسرت سوريا اغلقت طريقها الوحيد الى البحر المتوسط. وخسرت دولة حليفة منذ الحقبة السوفييتية.
أجواء ادلب وريفها بحماية الطائرات الروسية. القوات التركية التي دخلت المنطقة ستكون مكشوفة جوياً ولن تستطيع طائراتك حمايتها اللهم الا اذا اردت التصادم مع دولة عظمى مثل روسيا. وهنا لن يتدخل «الناتو» ولا الدول الغربية التي لا تنسى تصريحاتك بشأن الخلافة العثمانية التي تعني لها اعادة احتلالها.
وقد طلبت أنت تدخل المانيا وفرنسا والناتو في معركتك بادلب فكان الرفض. وعلى الفور نفذت تهديدك وفتحت بوابات الهحرة امام ال 3,7 مليون سوري في تركيا، وخلال يومين خرج 100 الف لاجىء الى عراء الحاجة وبرد الثلج وقنابل الصوت وسياط الدول التي هجروا اليها. هل سمعت كيف استقبلت اليونان اللاجئين؟
عزيزنا سيد أردوغان : انك تدفعنا الى جهة سوء الظن بك، نحن الذين كنا أقرب الى حسن الظن. هل نقترح عليك حلاً تعيد فيه الأمل للامة؟
لنصحو على نشرات الأخبار على هذا الخبر : «أردوغان فجأة في دمشق ويلتقي الاسد».
نعم، هذا هو الحل الذي ينقذ تركيا و سوريا والمنطقة لتتفرغ للعدو الحقيقي «اسرائيل».
الدستور