لصوص الوقت في الأردن
تحية لكل من لا يأتي ويشغل الناس في عملهم ويقدر ظروف العمل، والرجاء من الناس تقدير قيمة الوقت في العمل والدراسة والعبادة، وان لا يأتوا بمقولة :» وجدنا نفسنا قريين منك ومرينا نشرب قهوة» هذا وقت للعمل وهذا وقت للدراسة وهذا وقت للحياة الشخصية وذاك وقت للراحة والأهم هو وقت العمل الذي يضيع في التشريفات والزيارات التي لا داعي لها.
لا نقول أن على الناس قطع العلاقات فيما بينهم، لكن فليكن هناك تقدير للوقت وبخاصة وقت العمل، وأن لا تكون الزيارات على حساب العمل والانجاز ووقت الناس الذي هو حق لهم في الخدمة والمتابعة.
كانت الإدارة الأردنية وما زالت محل تقدير القريب والبعيد، وكان وقت العمل مقدسا، وفي الوثائق هناك ما يُشير إلى نزاهة وقيم عالية وأمانة في الوقت وفي الانجاز الذي هو قيمة يجب الحفاظ عليها.
في الثقافة اليومية هناك ممارسات وهدر وقت كبير يمارسه كثير من الناس وكثير من المسؤولين، وكثير من الناس لا يُقدّر الوقت، وكثير منهم يأتون بحاجاتهم وهم معذورون فيما يأتون من اجله وبخاصة قضايا الناس في العيش والحياة والمعاملات.
الوقت قيمة، وكثيرا ما نجد مسؤولا يشكو من عدم مراعاة الناس لوقته، فهذا يشكو من نواب يراجعونه في قضاء الحاجات والوساطات، وذاك يشكو من قيادات المجتمع التي تضغط وقته، وذاك يرى أنه تحول إلى مختار ولم يعد قادرا على الانجاز اليومي.
هناك مسؤول يستطيع تحمل الناس، ومن مواصفات القيادة الصدر الواسع والحُلم مع الخلق؟ والمهم أنّ تتحول تلك الصفات النبيلة إلى عامل انصاف ومتابعات، وان تكون مجردة من هدفها الانساني.
المهم أن الكثير من الوقت يهدر، وأن الكثير من لصوص الوقت الذي يجب أن يُقضى لخدمة الناس والانجاز، مستمرون في حياتنا العامة، وهناك رؤساء جامعات ومدراء عامون ووزراء، يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم في استقبال «مراري» الطريق وحاملي حاجات الناس والوساطات.
كل ذلك يحدث ونحن نتحدث عن الفاعلية المؤسسية وتقييم الأداء؟ ولكن تظل الثقافات أصعب الأمور تغيرا واقلها استجابة للتحديث؟ ويظل من الصعب اقناع الناس بأن الوقت جزء من العمل والعمل أمانة.
الدستور