الأردن والسعودية وسفير من الطبقة العالية
في العلاقات الأردنية السعودية الكثير من الأسئلة، وحقائق التاريخ، والكثير من فصول المودة والتعاون والتوافق في كثير من الملفات.
ربما يكون المشهد العربي معقدا بما يكفي كل دولة ان تبحث عن مصالحها، لكن علاقة البلدين الأردن والسعودية خاصة ومتينة، بما يجعل الرهان على اضعافها ضربا من الخيال، لكن هذا لا يمنع ولا يخفي حقيقة أن لكل بلد رؤاه في بعض الملفات والقضايا العربية والإسلامية والإقليمية، ولكل بلد كيانه وشخصيته ورغائبه السياسية في ملفات معينة. ولكل بلد رهاناته أيضا.
شبكة العلاقات الأردينة السعودية متينة، اجتماعيا وسياسيا، على مستىوى المجمتع وعلى مستوى النخب، وعلى مستوى قيادتي البلدين. ولا نقول هذا الكلام تجميلا أو ابتغاء رضى احد الطرفين، فكلا البلدين هما وطن لنا جميعا وتتشابك فيهما المصالح، ولا يمنع ذلك من الاختلاف والرؤى المغايرة لبعضها أحياناً.
الاردن قيادة وشعبا، يقدر للسعودية حضورها العربي والإسلامي، ودعمها للأردن ووقوفها في دعم مشاريع حيوية وتنموية فيه واخرها الطريق الصحراوي وطريق المطار وتوسعه مستشفى الملكه علياء، والبيتان الحاكمان لهما صلات تاريخية وعلاقات توحدت واخذت مسارات متعددة من الدعم والتعاون عبر أكثر من قرن من الزمان.
لا يمنع هذا من الاعتراف بأن ثمة لحظات تاريخية افترق بهما البلدان عن بعض وخاصة عام 1990 إثر أزمة الخليج، لكن الوصال عاد والتأم وتجددت العلاقات ومضت متينة حتى اليوم.
ينفرد الاردن عن كثير من الدول العربية بأنه يسعى للتوازن مع كل الأشقاء العرب، ويريد ان تبقى الوحدة العربية مطلبا قائما وإن تعذرت فعلا، ويريد للسعودية ان تكون بلدا قويا، وقد خاض الأردن كل المواقف الدبلوماسية الداعمة للسعودية في ملفاتها الإقليمية في علاقتها مع إيران حين سحب سفيره قبل سنوات، وفي حربها ضد الارهاب في اليمن.
اليوم هناك هامش حركة لكل بلد في التحرك وفقا لمصالحه ولا يوجد تطابق كامل، فهذا امر تقرره المصالح، لكن هذا لا يعنى أن العلاقات تمر بجمود لا قدر الله، بل هناك عمل وعزم لمزيد من التعاون. وثمة سفير سعودي في عمان من الطبقة السياسية العالية في المملكة العربية السعودية ومن خيرة البيوت والقبائل، وهو محل تقدير من كل اردني، وهناك صلات ووشائج أردنية متينة لا تفرقها الايام ولا تنال منها رغائب البعض في اثارة الخلافات بين الاشقاء. الأردنيون بطبعهم وحدويون، ويحبون ان تكون علاقات العرب فيما بينهم طيبة، وان يبقى بلدهم مدخلا لكل طيب وكل شهامة. ولنا مع العربية السعودية كل ما هو مضيء ومشع من تعاون وصدق مودة وتعاون شعبي ورسمي وتاريخ من التعاون الثقافي والعلمي.
الدستور