بلقيس بني هاني تحارب السرطان
تعرف الشابة المهندسة بلقيس بني هاني نفسها على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي بـ”محاربة مرض السرطان”، وهي بالحقيقة كذلك، فهي تحاربه منذ عامين، وما تزال تحاربه بالرغم مما تسبب لها من آثار مدمرة حيث وصلت إلى “مرحلة لا يمكنني أن أسمع أو ارى أو أتكلم ويداي عجزتا عن الحركة والآن بدأت لا أستطيع الوقوف على قدماي وملامح وجهي بدأت بالاختفاء”، بحسب ما كتبت على صفحتها على “فيسبوك”.
حظيت الشابة بلقيس وحالتها المرضية وقتالها ومكافحتها واصرارها على الانتصار على مرض السرطان اهتمام العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير من النشطاء المجتمعيين والمواطنين، فتصدرت حملة ” عالجوا بلقيس بني هاني” مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت ردود فعل متضامنة وداعمة لبلقيس في كل مكان تقريبا.
وبعيدا عن اتهامات الخطأ الطبي في التعامل مع الحالة المرضية للشابة بلقيس، او الاتهامات بالتقصير، حيث هناك تأكيدات واسعة من أطباء ومن جهات طبية محترمة أنها حظيت باهتمام كبير في علاجها، ولاتوجد أخطاء طبية، فهي (بلقيس) تركز في كل ما تكتب، وماتنشر، وفي دعواتها إلى حاجتها إلى العلاج في مستشفيات خارجية، حيث تؤكد أن علاجها ممكن هناك، وهناك تأكيدات من مستشفيات خارجية استعدادها لاستقبال بلقيس وعلاجها.
إذن، النقطة المركزية والأساسية في قضية الشابة المكافحة، لاتوجيه الاتهامات، وتحميل المسؤوليات، وانما انقاذ الشابة وتوفير العلاج لها في الخارج، لأنه بحسبها، وبحسب عائلتها واقربائها ونشطاء، فإن هذا العلاج متوفر في مستشفيات خارجية لديها خبرة وامكانيات كبيرة في علاج مرضى السرطان.
الشابة بلقيس، وصلت إلى حالة حرجة، فما نشر من صور لوجهها على سبيل المثال يثير الجزع والرعب حيث تمكن المرض اللعين من افقادها اجزاء رئيسة من الوجه.
في مثل هذه الحالات الصعبة والقاسية في آن واحد، يتمسك المريض وأهله واحباؤه بالامل، فهو ما تبقى لهم، لمواجهة مرض خطير والانتصار عليه، فالأمل، هو ما يفتح نافذة مهما كان حجمها لإمكانية العلاج، وهو الذي يشد من عزم المريض، ويشد من أزره لتحمل الأذى والألم ومواصلة القتال والنضال للانتصار والشفاء.
إن العلاج في الخارج لا يتوفر لجميع المواطنين، لتكلفته المرتفعة جدا، ولكن الحكومة بإمكانياتها وعلاقاتها الخارجية، تستطيع توفيره وتأمينه، بتكلفة أقل بكثير لو قام الشخص المعني أو أسرته باللجوء إلى هذه المستشفيات وحدهم دون استعانة بالحكومة واجهزتها المختصة.
حالة الشابة بلقيس الحرجة، تتطلب تدخلا حكوميا، فهل تفعل الحكومة وتقوم بواجبها تجاه هذه الشابة المقاتلة والتي ترفض الاستسلام لهذا المرض القاتل؟ نتمنى ذلك، ونتمنى الشفاء الكامل لبلقيس.
الغد