نجحنا للآن ومرحبًا كورونا!
لا حديث يعلو على كورونا، فالموقف العام عالمياً موحد ضد حرب فيروس كورونا، والانتشار للفيروس لم يفرق بين عدو وصديق، وهو أمر حدا بالبعض إلى القول بأن ما يجري مؤامرة عالمية كبيرة.
السؤال كبير بين الناس في موضوع كورونا وكيف نجح الأردن للآن في تحقيق إدارة سليمة للأزمة، في بلد امكاناته بسيطة، وهو عمليا محاصر في بلدان حققت انتشارا للفيروس؟
في المقابل نشهد من يشكك في النجاح الأردني، ونشهد من يهول ومن يقرر نيابة عن الحكومة ومن ينشر الإشاعات ومن يتطوع لبث الفيديوهات ويرسل الرسائل الصوتية مدعياً أنه شاهد وبُلغ وعلم بأمور لا يعرفها إلا الراسخون في الاطلاع على مجريات الأزمة وسبل مكافحتها.
الحكومة تعمل باتساق، وضبط وحسن تدبير وربما تكون هذه أفضل الأزمات التي أدارتها، للآن منذ تشكيلها، وهي في ذلك لا تعمل بمعزل عن مركز إدارة الأزمات الذي هو مؤسسة وطنية محترمة وفيها كفاءات وخبرات قادرة على تحقيق اعلى سبل التجاوز لأي أزمة.
المركز الوطني وكافة كوادر البلد، تعمل بصمت وبعقل منظم، ومن الأمور الطيبة التي انشأتها الحكومة الخط الساخن للمواطن رقم 111 وهو انجاز كبير بالتعاون مع شركة الطبي، وساهمت به بوقت قياسي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .
الكل يتحدث عن مواعيد العطل وكيف نوقف الدراسة وهل من جاهزية للتعلم عن بعد، وهذا أمر ليس هو المهم، بل الأهم كيف نعظم المواجهة المؤسسية وكيف نوقف الهدر في الاشاعات وكيف نواجه المرض بكفاءة العمل وانسياب العمل.
ليس المهم ان نعطل وليس المهم ان نوقف العمل، لكن الوقاية تكون بوقف الفعاليات التي لا يشكل الغاؤها تعطيلا لمسار العمل في البلاد، والاهم كيف نعظم العمل المؤسسي وكيف نوقف التشكيك وحملة النيل من انجاز الناس والحكومة معاً.
الأردن بلد يكتشف عظمته دوماً في عزّ الأزمات، وهو بلد مؤهل للإدارة في الأزمات وله خبرة كبيرة في ذلك، وفرق كبير بين أزمة تمّ دراسة وتخطيط سبل مواجهتها وبين أزمة يرد عليها بالفزعة. ونعتقد أن ثمة تحولا كبيرا في إدارة الأزمة أردنيا نحو مزيد من الايجابية والمؤسسية وقد نجحنا للآن في المعركة ومرحبا في كوروناً.
الدستور