الخير وحساب الخير في زمن كورونا
في زمن فايروس كورونا الذي يفرض ايقاع العزلة ومنع الاختلاط على الناس، لا بدّ من تعظيم الخير بين المجتمع، كي تبقى الرحمة وتسود المودة، ولكي نعظم المكارم والتكافل بين ابناء البلد.
هناك آلاف الأسر ممن لا تجد قوتها، وهناك آلاف من العمال الذين كان رزقهم بيدهم، وهم اليوم معطلون لا يجدون سبيلا للكسب ومضطرون للبقاء في البيوت. وهنا تجيء اهمية صناديق التكافل التي يقيمها الناس تعظيماً لطلب للصفة الانسانية التي جعلها الله عز وجل لعبادة وهي البر والتقوى والتعاون لأجل الخير حيث قال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) سورة المائدة، الآية (2)، وقد قال الإمام القرطبي في تفسير ذلك:»وهو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى; أي: ليُعن بعضكم بعضا»، والعون لا يكون إلا من طرف المؤمنين بالله أيا كانت ديانتهم وملتهم وهو من خصائص الفطرة الإنسانية، وهنا نشكر كل من تعاون وتبرع لدعم صندوق العمالة المتعطلة من مؤسسات ورجال دولة وتجار واعمال، وكل من يعين فقيرا أو جارا او غريبا.
اليوم تختبر الانسانية الشعوب، ثمة دول تدعم دولا، وثمة مؤسسات رعاية تتكفل محتاجين، وهناك رجال أعمال يؤسسون تضامنيات مع الفقراء عن طريق توزيع الطرود الغذائية التي هي أفضل ما يقدم لمن يحتاجها.
المجتمع الاردني، جزء من أمته العربية والإسلامية، يتعاون كثيراً وفيه من الخير والبر الكثير، ونشهد اليوم مبادرات طيبة تنمّ عن الخير العميم في مكون الهوية الاجتماعية الأردنية التي ظلت دوما مأوى لكل طالب عون ولاجئ بنفسه ودينه.
هذه الأرض الأردنية مليئة بوجوه الخير، وفيها تقاليد كبيرة وعالية، ولسوف يخرج الأردنيون من كورونا اكثر صلابة، وأكثر حيوية وقدرة على المضي نحو المستقبل.
لدينا الكثير من قصص التكافل، ودعم الناس لبعضهم، فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، وقد أفاض الخيرون على من يستحق الدعم بالكثير، ولا بد من شكر من يسعى لخير الناس فيجعل من ماله سبيلاً لتخفيف المصائب والفقر على الناس.
إن الحاجة اليوم لتماسك الهيـئة الاجتماعية لا يكون من وظيفة الدولة وحدها، بل هو شرط بقاء للجميع، كي تستمر الحياة ويعظم فيها الخير والبر والتعاون بين الناس.
لقد احسن وزراء الحكومة في التبرع برواتبهم لاجل الفقراء، واحسنت الحكومة في فتح حساب الخير، في صندوق المعونة، وهذا جهد طيب ويشكر كل مواطن ومسؤول ورجال اعمال ومقتدر على تبرعه، ومهما شكرنا الناس، إلا أن اجرهم عند الله أعظم وابلغ من أي شكر.
الدستور