الصالونات السياسية
المقصود بالصالونات السياسية هو بعض التجمعات لكبار رجال الدولة الموجودين خارج السلطة والذين يلتقون أحيانا للحديث في الشؤون العامة لكن معظم الحديث الذي يدور في هذه الصالونات عن الحكومة وتوجيه النقد لهذه الحكومة وهذه الصالونات مع الأسف أصبحت ظاهرة في بلدنا وأهداف معظمها ليس مصلحة الوطن بقدر ما هي من أجل المصالح الشخصية.
من حق أي شخص أو فئة أن تنتقد أداء أي حكومة وأن تنتقد سياساتها الإقتصادية أو الإجتماعية أو مشاريع القوانين التي تقدمها إلى مجلس النواب لكن هذا النقد يجب أن يكون نقدا موضوعيا هدفه الأول والأخير مصلحة الوطن لا أن تكون وراءه أهداف شخصية محضة من أجل تحقيق أغراض خاصة أو الإنتقام من شخص رئيس الحكومة أو من بعض الوزراء ونحن هنا لا نتجنى على أحد وليس هدفنا أشخاصا معينيين أو فئات معينة .
عندما تشكل أي حكومة جديدة فإن المفروض أن ننتظر بعض الوقت حتى نرى كيف هو أداء هذه الحكومة وما هي الإجراءات التي ستتخذها سواء سياساتها العامة أو السياسات الإقتصادية والإجتماعية وإذا لم تعجبنا هذه السياسات أو إعتقدنا أنها سياسات خاطئة فمن حق أي شخص عند ذلك توجيه النقد لهذه الحكومة كما يشاء لكن بعد أن تتشكل الحكومة بيوم واحد نبدأ بالطخ عليها وبدون أي وجهات نظر مقنعة أو ننتقد سياسات بعينها بل يكون النقد موجها لشخص رئيس الوزراء أو بعض الوزراء ولأسباب شخصية محضة أو أسباب في نفس يعقوب .
أما أطرف ما في مسألة الصالونات السياسية هو أن بعض أصحاب المراكز العليا في الدولة يكونون مدافعين شرسين عن سياسات الحكومة وعندما يتركون مناصبهم لسبب أو لآخر يبدأون بتوجيه النقد اللاذع للحكومة.
إن المطلوب من أصحاب الصالونات السياسية الذين نتحدث عنهم أن يتقوا الله في هذا الوطن وأن لا يمارسوا النقد الشخصي فيتجنون على غيرهم ويلصقون بهم التهم أحيانا لا لشيء سوى الإنتقام أو إثبات أنهم موجودون.
الدستور