عندما يقاد العالم من حفنة مجانين
سواء صدق التقرير الذي بثته قناة روسيا اليوم او يدخل في مسلسل الحروب الإعلامية الدائرة بين دول كبرى على رأسها واشنطن وبكين وموسكو، فأبسط تقيم لذلك اننا نعيش في عالم يقاد من حفنة من الأشرار المعتوهين، كل من جانبه يسعى للاستحواذ على مقاليد السلطة على البسيطة، ومع كل تقدم للعلوم والتقنيات الحديثة ينزف العالم أكثر، بينما يستمرون في إطلاق مقولات من الإنسانية والديمقراطية والحرية بينما يواصلون أعمالهم البشعة حول العالم، وفي بعض الأحيان ترتد بعض أعمالهم إليهم عسى ان يتراجعوا الا انهم كل مرة يعودون بصور أبشع وممارسات مستهجنة وأصبح العالم يتابع زعماء لا يرقون الى مستويات رؤساء العصابات.
بعد ان استخدمت واشنطن السلاح النووي ضد هيروشيما وناجازاكي في آب / أغسطس لعام 1945 بعد رفض طوكيو الاستسلام وفق الشروط الأمريكية اصدر الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان قرارا باستخدام السلاح النووي ضد اليابان واليابانيين وقتل القصف 240 ألف مدني ونصف هذا العدد توفي في نفس اليوم متأثرين بالحروق والجراح.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وشعوب الأرض تعيش في حالة من الانهيار الأخلاقي وتحملت شعوب دول الجنوب ( النامية ) فالأزمات متلاحقة والحروب الخفية والمكشوفة شبه مستمرة، فالمحاكاة السينمائية لأباطرة صناعة الأفلام في هوليود قدموا أفلاما عديدة ترسم سيناريوهات لانتهاء العالم ويأتي الغرب بقيادة واشنطن بأخلاقه وعلمه ينقذ العالم، ويكون المبدع ليس الأوروبي او العربي او الروسي وإنما الأمريكي، هذا المحتوى المعتدي الهابط يسعى لنسف حضارات الأرض.
ممارسات قادة الغرب بقيادة أمريكا مغايرة لأبسط متطلبات الحياة حيث قدمت واشنطن ولا زالت تقدم صورا حالكة السواد في أفريقيا والمنطقة العربية وأمريكا اللاتينية الجمهوريات المستقلة، فالتمويل مستمر لعمليات مشبوهة واغتيالات وقلب أنظمة حكم وغير ذلك الكثير الكثير، فهذه السياسات والممارسات باتت مكشوفة، واشنطن نفذت من خلال إداراتها المتعاقبة سواء كانوا من جمهوريين او ديمقراطيين لا فرق فقد بلغت حدودا لا متناهية من البرغماتية السفيهة، حيث بنت جسورا من الشر مع الأشرار والقتلة، وهذا لا يمكن للبشرية تحمله او القبول به خصوصا وان سرعة التجاوز على حقوق شعوب ودول فاقت كل التوقعات.
قد يكون فيروس كورونا محطة مهمة في تاريخ البشرية لمواجهة القتل العبثي، فالاستهتار بأرواح الناس من اجل السيطرة ونهب ثروات الشعوب والأمم بلغ حدودا بعيدة، فالأوبئة والأمراض تعود لمصادر مخبرية لم تكن يوما من دول نامية، فالأسلحة البيولوجية والكيماوية وقبلها النووية من إنتاج وتطوير الدول الكبرى التي تحشد أساطيلها وطائراتها وتنقلها لمسافات بعيدة لإخضاع الدول والشعوب، وبعد ان خسرت المعايير الأخلاقية والإنسانية يمكن ان تقوم بأي شيء مهما كان تصنيفه..ما يحدث هو نتيجة لمسيرة عنوانها التخلي عن المسؤولية.. واليوم علينا ممارستها مهما كان الثمن.
الدستور