بعد عام من عزل البشير: ما الذي يحدث في السودان؟!
في الذكرى الأولى لعزل الرئيس السوداني عمر البشير قامت السلطات هناك بحل منظمة الدعوة الإسلامية الإغاثية ومصادرة أملاكها وأصولها.
وتعد المنظمة من أبرز المنظمات الإغاثية غير الحكومية العاملة على الساحة الدولية وخاصة في أفريقيا، وهي منظمة إنسانية دولية غير حكومية، أنشأها عدد من الخيرين من مختلف دول العالم، ووافقت حكومة السودان في عام 1980 (قبل صعود البشير للسلطة بتسع سنوات) على استضافة مقرها بالخرطوم.
وحسب مسؤولي المنظمة فقد استفاد من خدماتها التعليمية والصحية والتنموية والخدمية أكثر من 100 مليون أفريقي خلال السنوات الأربعين الماضية من عمرها.
قرار الحل جاء استنادا لتوجهات ما يسمى بـ"لجنة إزالة التمكين"، بتهمة أنها جزء من نظام الرئيس المعزول عمر البشير ودولته العميقة.
ونقل عن عضو لجنة "إزالة التمكين" صلاح مناع خلال مؤتمر صحفي، قوله إن مقر منظمة الدعوة الإسلامية بالعاصمة الخرطوم، شهد تسجيل البيان الأول لانقلاب الرئيس المعزول عمر البشير، مضيفا أنه "لن يعود الإسلاميون في السودان للسلطة أبدا.. عشم إبليس في الجنة".
ربما تكون الجملة الأخيرة هي المعبرة عما يشغل بال السلطة الجديدة في السودان خلال العام المنصرم. أما على صعيد تحسين الخدمات والوضع الاقتصادي فتكاد تكون النتيجة صفرا.
الإنجازات الواضحة للسلطة الجديدة تكمن في محاولات تغيير هوية المجتمع السوداني الإسلامية، بحجة أن النظام المعزول كان نظاما إسلاميا، لكن القوم عن قصد أو دونه خلطوا بين الإسلام كدين وهوية للمجتمع السوداني، وبين ما يطلقون عليه النظام الإسلامي الذي كان يحكم من قبل. وإلا فما معنى حذف البسملة من أوراق امتحانات شهادة الأساس بولاية الخرطوم؟!!
الانتقام هو سيد الموقف في السودان الجديد، ولكننا نخشى أن يكون انتقاما من هوية المجتمع السوداني وثقافته الإسلامية في لبوس انتقام من "النظام البائد"ّ!!
السبيل