أول أيار.. تحية لعمال الوطن
أول أيار يأتي، وأكثر ما يشكو العمال من فقدان وظائفهم وانعدم الحماية الاجتماعية. حاولت ان أسجل شهادات حية لعمال، ولكن الكلام لم يكن كافيا للتعبير ورصد المعاناة بكل أبعادها.
ولا يخف من كلام عمال فقدوا وظائفهم وآخرين مازالوا ينتظرون انهم يخافون كثيرا من المستقبل، وان الواقع رهن التحدي والقدرة على الصمود، ولكن ماذا تخبئ الأيام القادمة؟
في أزمة كورونا، عمال الصف الاول لا يملكون غير العمل في مواجهة فايروس فتاك. هؤلاء يعملون، والعالم قابع تحت وطأة الحجر والعزل الجماعي في بيت كبير.
عمال الصف الاول من كوادر طبية، أطباء وممرضون وممرضات، وعمال وطن يحركون مكانسهم في مدينة خاوية وفارغة وصامتة، ويتحركون ليكنسوا من المدينة قلقها وخوفها ورعبها المطبق بفعل كورونا.
ويحرسون بالنظافة -وهي العدو الاول لكورونا -المدينة من شبح فايروس صغير ولا مرئي عاصف وقادم من كل الاتجاهات الأربعة.
هذا العام اختفى العمال، لم يظهر الا عمال قطاعات محدودة.عمال ديلفري وسوبر ماركت نشاطهم يدب في شريان المدينة الميتة، وعمال تحميل وتنزيل، وعمال زراعة في الاغوار يشدون الهمة على العرق والكدح لحماية المخزون والأمن الغذائي الوطني.
قبل كورونا. لطالما احتفل العمال الأردنيين لوحدهم، عيد العمل والكدح الفكري والنضالي في مواجهة الاستغلال والفساد الرأسمالي وسطوة طبقة البزنس.
من النقاشات العقيمة، ما طرحه اكاديمي بافكار سطحية وساذجة حول وجود طبقة عاملة في الأردن. نعم، لا يوجد طبقة بالمعنى البروليتاري الشيوعي والبرجوازي الطبقي الراسمالي والليبرالي الاوروبي.
ولكن في العقدين الاخيرين ولد في المجتمع الأردني طبقة واسعة وممتدة من الكادحين والغلابة والمهمشين، وتحول المجتمع الى طبقي يخفي صراعا بين «قلة قليلة « تستحوذ وتملك كل شيء وأغلبية من الكادحين تناضل وتكدح من اجل لقمة العيش والحياة الكريمة.
وبالمعنى التاريخي تكونت في الأردن طبقة بروليتاريا أردنية تحمل وجهة نظر وموقفا طبقيا يعبر عنه كواجهة حتمية لرأسمال، ومكونها الاجتماعي : متقاعدون عسكريون ومدنيون، ومعلمون وموظفو قطاع عام وخاص، ونقابيون مهنيون، وشرائح اجتماعية مهمشة في القرى والارياف والمحافظات والبوادي والمخيمات.
و اختارت تلك القوى الطبقية الوليدة تعبيرات سياسية لتأكيد حضورها الحي والفاعل في المشهدية السياسية من خلال الحراكات الشعبية والاجتماعية، والنضال الوطني التحرري التقدمي.
الدستور