شحاده أبو بقر يكتب : عن الأمن الأردني!
تتقطع نفوسنا الما ونحن نتابع ما تشهده بعض الاقطار الشقيقة من قتل ودمار وانفلات ، ونتمنى لها السلامة والوحدة والاستقرار ، ونجد النفوس ذاتها ملزمة ومن باب النزاهة في المقارنة ، بالوقوف احتراما وتقديرا امام ما يجري في بلدنا من ممارسات امنية امينة موضوعية محترمة ، في وقت تواجه فيه المؤسسات الامنية الاردنية ظلما من جانب بعضنا ، حتى بلغ الامر بنفر منا المطالبة بالتعرض لها اشخاصا ومؤسسات ، وحتى المطالبة بحلها ، لا بل حل « الدرك « و» المخابرات « وصولا الى حل الحكومة ومجلس النواب وغيرهما ، ولا ادري ماذا يتبقى من الدولة بعد ذلك !.
نستعيد المشهد الرائع للقائمين على امن الدولة الاردنية ومواطنيها كافة ، ونقارن بحيادية ونزاهة بين يدي الله جلت قدرته ، بين من يقتل الناس تشبثا بالسلطة ، وبين من يشقى ويسهر على حماية المحتجين المتظاهرين لا بل ويتقبل منهم الشتيمة والظلم والضرب والطعن الجسدي وحتى في شرف المهنة، ويقابل ذلك بتزويد المتظاهرين بالماء والمرطبات حتى تبتل حلوقهم وقد جفت جراء الصراخ والهتافات المخاصمة لاولئك الرجال الشرفاء .
لا عذر بعد اليوم لاردني في ذاته ذرة ايمان ويدرك معنى ان تكون انسانا بالفعل لا بالقول فقط ، في ممارسة الظلم بحق من يسهرون كي ننام بمتعة ونمارس حياتنا اليومية كاملة دون ان نخشى على حياتنا وعلى اسرنا واعمالنا وممتلكاتنا ، فهؤلاء الخيرون هم حرس مخلصون لوجودنا ولشرفنا ، ولقد بات واضحا ان من واجبنا ان ندفع لهم ضريبة الامن الكامل الذي يسهرون على اكتماله ، وهي ضريبة فرض مضمونها الاحترام والدعم والمؤازرة والتصدي لكل من يحاول التعرض لهم اشخاصا ومؤسسات!.
لا نقول هذا من باب التملق لاحد « لا والله « وانما لان واجب الايمان يحتم على المؤمن ان يكون منصفا يقول الحق ويجافي الظلم فهو ظلمات في الدنيا والاخرة ، ولان العزيز جل في علاه لن يغفر للظلمة الباحثين عن مآرب خاصة على حساب الناس والوطن وحاضر الدولة ومستقبلها ، ومن هنا وحسما للجدل ، نهيب بسائر شعبنا العربي الاردني الخير للوقوف بشرف في مواجهة كل من يحاول العبث بامن الوطن اوالتجاوز ظلما لكل الخطوط في محاولة تشويه الصورة النقية للاردن، وبالذات الاطر الامنية التي يدرك كل موضوعي منصف ان دورها الامين هو بالضرورة حاجة اساسية، وان سلوكها الراهن سلوك مهذب محكم يحترم المواطن ، ويحمي حقه المشروع في التعبير السلمي عن الراي ، ويشقى ويسهر من اجل ان نظل جميعا امنين مطمئنين .
تحية صادقة لمرتبات المخابرات العامة والامن العام والدرك بكل هيئاتها وكوادرها قادة ومجندين ، والى الامام باذن الله في تكريس منهجية تقديم الاردن انموذجا راقيا في تجليات الامن الوطني واجراءاته وسلوكاته، خاصة في هذه الظروف المريرة التي تجتازها الامة ، والله من وراء القصد .