البوتاس
في ازمة كورونا تحملت شركة البوتاس العربية اضعافا واضعافا من المسؤولية. وكانت من أولى الشركات الوطنية وفي صدارتها بادرت لدعم صندوق» همة وطن «.
في علم وفقه الازمات، فان الاهم دائما اللحظة الراهنة الصعبة، ولحظة الازمة. اين تكون، وماذا تعمل، وماذا تقدم؟ صحيح ان المسؤولية واجب وطني، وصحيح أن الانحياز الى الوطن في كل الاوقات، ولا يقاس على مساحة فاصلة، وفقرة عابرة لازمة ما.
البوتاس في تاريخ الاردن شركة راسخة الجذور وشريك استراتيجي ومتصدر في التنمية الشاملة والمستدامة، والتطور والتقدم الاقتصادي، ورفد خزينة الدولة بملايين الدنانير سنويا.
في جرح ونقد « سياسة الخصخصة « كلما توقفنا عند حالة البوتاس، نتمنى بحسرة وألم لما اصاب قطاعات اخرى، فلو أن كل عملية الخصخصة نهجت مسارات البوتاس ؟!
لم تكن « البوتاس شركة « تجهد ادارتها وملاكها الى جمع أموال وارباح، وتكديسها في «خزائن السماء». البوتاس من الشركات الرائدة والحيوية بالتطور والتقدم في قطاع التعدين.
تنزل على غور الكرك، كل عام تكتشف مشاريع كبرى جديدة تابعة وملحقة للبوتاس. تطوير للحصاد المائي، وفتح حقول جديدة لاكتشاف البوتاس، ومشاريع لتطوير المنتج بعد الاكتشاف، وتطوير آلية النقل، وتدشين سدود، وميناء بحري حديث على المواصفات العالمية في العقبة بالشراكة الفوسفات.
البوتاس من قبل كورونا يدها ممدودة للمجتمعات المحلية، والجامعات والجمعيات والمساجد، ودور الرعاية، والفقراء. دعمت جامعة العلوم والتكنولوجيا والاردنية واليرموك قبل مؤتة. ولو استعرضت خارطة الدعم المقدم من البوتاس فانه لا يغيب عن رقاع الجغرافيا الاردنية من اقصى حد في الشمال الى الجنوب.
وأين ما تمضي في الأردن ترى أثرا اجتماعيا وخيريا للبوتاس. ولو ان كل الشركات الوطنية في غمرة كورونا، وقبل وبعد تتحمل المسؤولية والواجب، وتقتدي بالبوتاس،لكان الأردن بألف خير ونعيم. ولما سمعنا كثيرا من الكلام العابس والحزين والمؤلم اجتماعيا ومعيشيا لأردنيين بؤساء ومحرومين ومهمشين.
الوطن هو الباقي، عنوان الصمود والتحدي القوي، والباقي تفاصيل. ازمة كورونا انتجت نجوما، جنود الصف الاول والجيش رجال الامن،والكادر الطبي، ويضاف اليهم ايضا شركة البوتاس ورئيس مجلس ادارتها جمال الصرايرة الذي لم يحبس نفسا في الوقوف الى صف الاردن في محنة كورونا اللعينة.
هناك كثيرون يستحقون أن نقول لهم شكرا بتصفيق عالٍ وصاخب، والاعتراف بما قدموا من خبرة وجهد بما ينفع الناس، ويخدم الوطن، ويحمي الاقتصاد، ويمكث في الارض ليكون خيرا وسلاما على اهلها الطيبين.
الدستور