عبده موسى.. عاشق الرّبابة
يقول حيدر محمود:
«لعلها الوحيدة التي بكت عليه
هذه الربابة العتيقة
لعلها الوحيدة، الصديقة
كانت رغيفه وسيفه وخيمة انتظاره الطويل
ومات في سبيلها
ـ فهو شهيد اثنين ـ حبه وجوعه النبيل»).
« من ديوان: شجر الدُّفلى على النهر يغنّي»
منذ رحل الفنان عبده موسى قبل 43 عاما، ونحن نفتقد صوت « الرّبابة «، تلك الآلة الموسيقية التي تميّز بها أهل البادية ونقلت اشواقهم وامالهم واحزانهم.
ومنذ يومين، حلّت ذكرى وفاة « أشهر مَن عزف على الربابة « الفنان عبده موسى.
ومثل كل المبدعين الكبار.. مرّت الذكرى بهدوووء. فنحن في عالم للاسف نسي مفردة « الوفاء « ولعله « شطبها من قاموسه «.
لكن « الاصيل.. أصيل».. والاصيل: عبده موسى
كتبتُ عنه في أكثر من مناسبة وشاركتُ في الاحتفالات التي أقيمت من اجله، رغم أنني لم اعاصره ورحل قبل أن أبلغ « سنّ الكتابة «.. لكنني عرفته من خلال فنه ومن خلال ابنائه واحفاده واشهرهم بالطبع الفنان « مؤيد» عازف الكمنجة..العبقري/ الصغير.
عبده موسى مغني أردني يعد أحد رواد الأغنية الأردنية في ستينات وسبعينات القرن العشرين ولد في مدينة أربد 1927 وتوفي شابا عام 1977 أكتشفه رئيس الوزراء الراحل هزاع المجالي وقد كان من أبرع من عزف على آلة الربابة.
التحق بأذاعة المملكة الأردنية الهاشمية عام 1958 حيث احيا العديد من الحفلات في تونس البحرين سوريا لبنان لندن برلين إيطاليا..
أبداعه في العزف على آلة الربابة كان فطريا وقدم فيها اجمل الألحان المتنوعة من الأغاني الشعبية والوطنية والفلكلوريا...
نجاحه الأكبر كان بدخوله الفن من أوسع أبوابه عندما غنى في قاعة» ألبرت هول « في لندن بصحبة الفنان عبد الحليم حافظ والذي قام بتقديمه للجمهور وأطلق عليه لقب «مطرب الصحراء العربية «..
نال العديد من الجوائز والأوسمة تقديرا لعطائه..
أهمها أحسن مطرب وعازف ربابة في مهرجان تونس(1971)
وجائزة الدولة التقديرية عام ١٩٩٦
مات عبده موسى واختفت « الربابة « من اغانينا..وغاب الشجن
تماما كما ماتت من حياتنا أشياء كثيرة..
الدستور